كأني لم تشكلني غيوم الشامولم تطبع على خديسويداء الهوى قبلاًولم ترسم أزاهيراًعلى أغصان هذا الفمكأني لم أكن يوماًنبذة النيل والفرات:"صباح الخير يا أمي، تزينني لما يأتي وتوقد بي أمانيها... صباح الخير يا أمي أرددها هوىً في البيت يجمعنا، مرايا تكررنا، لأغدو مثل والدتي وعطري من خوابيها، صباح الخير يا أمي، وإن أصحو على فنجان قهوتها، تن...
قراءة الكل
كأني لم تشكلني غيوم الشامولم تطبع على خديسويداء الهوى قبلاًولم ترسم أزاهيراًعلى أغصان هذا الفمكأني لم أكن يوماًنبذة النيل والفرات:"صباح الخير يا أمي، تزينني لما يأتي وتوقد بي أمانيها... صباح الخير يا أمي أرددها هوىً في البيت يجمعنا، مرايا تكررنا، لأغدو مثل والدتي وعطري من خوابيها، صباح الخير يا أمي، وإن أصحو على فنجان قهوتها، تناديني لياليها".هنا والعمر يرجعها، وطيف الطفولة، تطير إليه أيامها، تأخذه مواسمها، لتبحث في زوايا الروح عند صور تلملمها، هنا المهد، هنا السعد، هنا أرجوحة الورد، هنا حضن يدثرها ويحميها من البرد، هنا كم طابت الذكرى شذاها شفّ في الخدّ.والطفلة تغدو شاعرة، وشذى الذكرى يفوح في ثنايا الروح فينشر عبير قصائد بل هي استرسالات روح تناغمت تداعياتها سلاسل حروف وكلمات، وعبارات هي للموسيقى أقرب، وللسمع أعذب، تغيب قصائدها عن شاشة النظر لتستقر في ساحة الشعور والوجدان.