أبجدية القوس... وطمأنينة الصوفي" شفافيات وجدانية مسكوبة من روح حريرية ناعمة كالدمعة، لا هي بالشعر الخالص ولا بالنثر المحضر" إنما هي شكل فني يقع بين المنزلتين، وليست يقيناً قصائد نثر، وليس فيها قصدية فنية جاهزة، إذ تمتح رحيق نفحاتها من مشاعر طفولية صافية، كينابيع جبلية لم يصل إليها الرعيان بعد. وهذه الشفافيات نصوص مشبعة بحزن عميق...
قراءة الكل
أبجدية القوس... وطمأنينة الصوفي" شفافيات وجدانية مسكوبة من روح حريرية ناعمة كالدمعة، لا هي بالشعر الخالص ولا بالنثر المحضر" إنما هي شكل فني يقع بين المنزلتين، وليست يقيناً قصائد نثر، وليس فيها قصدية فنية جاهزة، إذ تمتح رحيق نفحاتها من مشاعر طفولية صافية، كينابيع جبلية لم يصل إليها الرعيان بعد. وهذه الشفافيات نصوص مشبعة بحزن عميق، يماثل طمأنينة الصوفي المكتفي بعرفانه وتحلياته، إذ احتوت على إشارات صوفية على نحو ما نعرفه في الصوفية الدينية السالفة، وعلى إشارات وجودية على نحو ما نعرفه في السؤال الوجودي المعاصر، على أن النصوص أقرب إلى المواجدة بالحرف على طرائق النفري والأصلاد الصوفيين الآخرين، فتتآزر إشعاعات الحرف بدلالات لا يعرف اكناهها إلا الراسخون في جرح المطلق أو محية الله البحث. بلغت بعض العبارات حد الهذيان في بنيتها اللغوية، جرادء هذيان الرؤيا، ووصلت عبارات أخر حدّ التميز في فرادتها الانزياحية عما هو مبتذل وسائد في تراكيب مثل (العواء الذئبة في يد عن الهوى). ثمة تمازج بين ما هو عشق علواني سماوي وتناجيات عشقية بشرية في وحدة بث روحاني يتعالى إلى سمو لائق. تلك نصوص بريئة تجتهد في توظيف الرمز الحرفي، باعتماد كلي على الشحنات الوجدانية المفتوحة على فضاءات اللوعة.