"البحث الأميركي عن السلام بين العرب وإسرائيل"، أعطى الكاتب هذا العنوان العريض لكتابه هذا، ليحكي كل الحكايا حول المفاوضات العربية الإسرائيلية ، وليفضي بكل ما كان يحصل وراء كواليسها من أحداث، ولبعرض آراء وتوجهات المعنيين فيها من الرؤساء السابقين لأميركا، ووزراء خارجيتها السابقين، إلى القادة السياسيين العرب والإسرائيليين، من خلال ا...
قراءة الكل
"البحث الأميركي عن السلام بين العرب وإسرائيل"، أعطى الكاتب هذا العنوان العريض لكتابه هذا، ليحكي كل الحكايا حول المفاوضات العربية الإسرائيلية ، وليفضي بكل ما كان يحصل وراء كواليسها من أحداث، ولبعرض آراء وتوجهات المعنيين فيها من الرؤساء السابقين لأميركا، ووزراء خارجيتها السابقين، إلى القادة السياسيين العرب والإسرائيليين، من خلال المقابلات التي أجريت معهم.فمن موقعه كمستشار لعدد من الرؤساء الأميركيين ووزراء الخارجية ومستشاري الأمن القومي، وكأحد المفاوضين المشاركين المباشرين في عملية السلام بين العرب وإسرائيل، أستطاع الكاتب وهوالمؤرخ والمحلل السياسي، من الوصول إلى وجهة نظر فريدة تجاه هذه المعضلة المستمرة.بأسلوب روائي شيق ومثير للفضول، ومن منظار شامل وحس نقدي، يفّصل الكاتب السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، ويعطي صفاتا موجزة وذات دلالات سياسية وتاريخية لرجال أميركا الذين عملوا على هذه المفاوضات وعايشوها، فهنري كيسنجر "صاحب الاستراتيجيات"، وجيمي كارتر "التبشيري"، وجيمس بيكر "المفاوض"، وبيل كلنتون"الرجل اللطيف" الذي أفرط في حبه للعرب والإسرائيليين، وجورج دبليو بوش "المتملص".لا يبخل الكاتب بالإدلاء بمجموعة من الوقائع والحقائق ويطلق على أثرها الاستنتاجات، فيقول مثلا: "كل من يعتقد أن الإسرائيليين والفلسطينيين قد اقتربوا من الاتفاق في أي من مفاوضاتهم الأخيرة" "فلا بد من أنه قد أمضى وقتا طويلا في عالم الخيال".ويتساءل في القسم الأخير "هل يمكن تحقيق السلام العربي-الإسرائيلي، وما الذي يمكن لأميركا أن تفعله من أجله؟"، ويجيب فيما يجيبه:"لسنا قادرين على دفع القطار إلى الأمام بالدرجة التي كنت أتصورها"، أما "تحقيق ذلك فيستحق كل ما يتطلب من جهود.."