يظهر راوي المسرحية على المسرح قبل أن ترفع الستارة مرتدياً الأزياء شعبية القديمة، فيروي الحكاية للجمهور قائلا: يا سادة يا كرام، أروي لكم هذه الحكاية القديمة التي وقعت أحداثها في فترة العصر الإسلامي قبل عقود مضت، وخلال أيام حكم الأمراء المسلمين على البلاد الإسلامية، تتجلى أحداث حكايتنا عن الأمير نورالدين، الذي كان أميراً على إمارة...
قراءة الكل
يظهر راوي المسرحية على المسرح قبل أن ترفع الستارة مرتدياً الأزياء شعبية القديمة، فيروي الحكاية للجمهور قائلا: يا سادة يا كرام، أروي لكم هذه الحكاية القديمة التي وقعت أحداثها في فترة العصر الإسلامي قبل عقود مضت، وخلال أيام حكم الأمراء المسلمين على البلاد الإسلامية، تتجلى أحداث حكايتنا عن الأمير نورالدين، الذي كان أميراً على إمارة العمادية، تلك المدينة التي تقع على رابية مسطحة في الجهة الشمالية الغربية من كوردستان العراق.(يستمر الراوي في سرد حكايته) قائلاً: كان يا ما كان في يوم من أيام الشتاء المثلجة، وفي إحدى أسواق مدينة العمادية، كان الثلج يهطل بغزارة وقد كسا وجه الأرض وسطوح البيوت ببياضها الناصع، كان الوقت ظهراً، وأكثر الحوانيت كانت مغلقة لشدة البرد في ذلك اليوم القارس البرودة، كل شيء في سوق المدينة كان هادئاً وطبيعياً، خرج الأمير نور الدين ووزيره اليسار عماد الدين متنكرين بأزياء شعبية، ليقوما بجولة تفتيشية للمدينة كعادتهما، فكانا يبدوان كأنهما من عامة الشعب ولم يكن أحد ليعرف أنهما الأمير ووزيره، وكان من عادة الأمير أن يتنكر بالملابس العادية مثل عامة الشعب ويخرج بين الحين والآخر إلى المدينة في جولة تفتيشية، ليتعرف على أحوال المدينة بنفسه وما يحدث فيها، وما يعانيه الشعب منها، وكان يصاحبه في جولاته وزيره اليسار عماد الدين، حيث كان للأمير وزيران وزير يدعى وزير اليسار وهو مستشار للأمير، يقدم الآراء والاقتراحات، ووزير يدعى وزير اليمين وهو مسؤول عن تنفيذ أوامر الأمير وإدارة الدوائر والمؤسسات، وكان وزير اليسار عماد الدين يرافق الأمير في كل خطواته، وكان شديد الإخلاص والحرص على الأمير نور الدين، على عكس وزيره اليمين أبو الفضل الذي كان الحقد يملأ قلبه اتجاه الأمير، وكان يسعى بشتى الطرق الإطاحة به، والآن هيا بنا لنشاهد ما يحدث للأمير ووزيره في جولتهما التفقدية في المدينة في ذلك اليوم الشتائي البارد.(ترفع الستارة على سوق المدينة، وتبدو مجموعة من الحوانيت المتراصة في حي السوق، والثلج يتساقط كقطع القطن المنفوش، فيظهر الأمير نور الدين ووزيره عماد الدين وهما يتجولان في سوق المدينة، ويمعنان النظر على الحوانيت التي كانت أغلبها مقفولة وقد أسدلت أبوابها، وبينما كان يسير الأمير ووزيره في هذا اليوم المثلج).