تعيش رشا عمران من خلال كتابها الجديد (بانوراما الموت والوحشة)، في منزل واحد مع الموت، تتلصص عليه دون أن يراها؛ تلتقط له صوراً وتكتب يومياته ولكن الخاصة منها. فتقدم لنا مجموعة نصوص شعرية رصينة ومتمكنة، ترسم مشهداً واسعاً وعميقاً للموت ولما يتركه من وحشة وتفاصيلها. فيعرى الموت وتتعرى الوحشة، وزمانهما، ومكانهما، ليتوثقان شعراً عبر ...
قراءة الكل
تعيش رشا عمران من خلال كتابها الجديد (بانوراما الموت والوحشة)، في منزل واحد مع الموت، تتلصص عليه دون أن يراها؛ تلتقط له صوراً وتكتب يومياته ولكن الخاصة منها. فتقدم لنا مجموعة نصوص شعرية رصينة ومتمكنة، ترسم مشهداً واسعاً وعميقاً للموت ولما يتركه من وحشة وتفاصيلها. فيعرى الموت وتتعرى الوحشة، وزمانهما، ومكانهما، ليتوثقان شعراً عبر مجموعة نصوص تنتمي للثورة، والحرب اليومية المستمرة، والموت بكل أشكاله والوحشة التي تسود المكان واللحظة، وهواجس متعددة متناقضة المشاعر تفرض نفسها، فتبدو قصائدها أكثر ميلاً لكونها يوميات للثورة السورية المستمرة منذ ما يقارب سنوات ثلاث.الكتاب، الذي صدر باللغة السويدية أيضاً، ورغم الوحشة ورائحة الموت في كل تفاصيله التي تبدأ معه منذ النص الأول، إلا أنه أيضاً جاء مدججاً بالحلم، ومشحونا بذاكرة الشاعرة، وتميل فيه إلى البوح الذاتي، ورثاء النفس، في صور شعرية جميلة ومتقنة بنتها الشاعرة في قصائدها.إن قصيدة الشاعرة السورية رشا عمران تُحرضك على الأسئلة، وتدفعك للتفكير ملياً في متخيلها الشعري المنفتح على بناءات متعددة، تقودك لمنافي المعنى السحيقة. تُحارب الخواء والبياض بما هو انتهاك لقسوة العزلة.كتب سامر مختار في "إرم نيوز" واصفاً ديوان رشا عمران بقوله: "بانوراما الموت والوحشة" ثمانين نصاً عن أنثى تعيش في مملكة العزلة. أما الحياة، والحب والرجال لا نراهم سوى تفاصيل تبقى معلقة على الهامش العام، ولم يتم ذكر "الرجال" بشكل واضح إلا في نص رقم 41(صفحة 47):"الرجال الذين أحببتهم في حياتيالرجال الكثر الذين أحببتهم في حياتيأخرجهم من الحقيبة الحمراء أسفل السريروأضعهم على الطاولة أماميكلما مددت يدي كي ألمس الرجل الأخير في الصف المنسق كأحجار الدومينو تساقطوا واحداً إثر واحدالصوت المتواتر الذي يخلفه تساقطهم على الطاولةيؤنس وحدتي الآنحياتي التي تشبه حقيبة حمراء فارغةمركونة أسفل سرير فارغ" رشا عمران القادمة من بلاد كل شيء فيها إلا الحياة، من وطنها سوريا، اختارت عزلة تامة بأشد العواصم العربية كثافة سكانية وصخباً ألا وهي القاهرة.. كتبت أغلب نصوص الكتاب في مملكة العزلة هذه، التي كانت بمثابة رسم انعكاس دقيق لمرآة الذات، وأي ذات؟ هي ذات الأنثى التي تعيد النظر بما خلفته الأيام، وبما خلفته الحروب من دمار في بلادها، وهي التي لم تستطع الانفصال عن ذاك المكان. عن المؤلفةرشا عمران: شاعرة وكاتبة سورية، مواليد : 1964، صدر لها:وجع له شكل الحياةكأن منفاي جسديظلك الممتد في أقصى حنينيمعطف أحمر فارغأنطولوجيا الشعر السوري 1980- 2008 تكتب في الصحافة العربية، وترجم العديد من نصوصها إلى لغات مختلفة.