الكتاب به كلمة للعالم الجليل الشيخ سوهام توفيق المصري، وعني بمراجعته وقدّم له الدكتور ياسين الأيوبين الكتاب طبعة أولى.بين دفتي هذا الكتاب يجمع الأستاذ "سوهام المصري" ديوان أبي ذؤيب الهذلي الشعري مستقياً مادته من مصادر الشعر الجاهلي وبخاصة الشعر الهذلي الذي عُني به كتابان فردان هما: شرح أشعار الهذليين وديوان الهذليين اللذان حققهم...
قراءة الكل
الكتاب به كلمة للعالم الجليل الشيخ سوهام توفيق المصري، وعني بمراجعته وقدّم له الدكتور ياسين الأيوبين الكتاب طبعة أولى.بين دفتي هذا الكتاب يجمع الأستاذ "سوهام المصري" ديوان أبي ذؤيب الهذلي الشعري مستقياً مادته من مصادر الشعر الجاهلي وبخاصة الشعر الهذلي الذي عُني به كتابان فردان هما: شرح أشعار الهذليين وديوان الهذليين اللذان حققهما وجعهما وراجعهما باحثون أجلاء، أفادَ منهما المصري كما أفاد من أُمَات المعاجم اللغوية والأدبية والدواوين الشعرية، نذكر منها: لسان العرب، والصحاح، والمقاييس... كلها كانت مدداً ورافداً لهذا الديوان المهم الذي ندَرَ أن تعاملت كتب اللغة مع واحد مثله، بحيث لم يُترك بيت من شعره إلا كان واحداً من الشواهد اللغوية المبثوثة هنا وهناك.ومما يلاحظه القارئ لهذا الشعر، جنوح صاحبه إلى إطالة الاستدارات التشبيهية التي مهد لها النابغة الذبياني، في وصفه كرم الممدوح، وتفضيله على الشهر، وذلك في أبياتٍ أربعة وسعها أبو ذؤيب فبلغت اثني عشر بيتاً؛ كما هي الحال ع استدارته التشبيهية، أو استطراده الوصفي في قصيدة لاميَّة وصف فيها ثغر الحبيبة. هذا إلى اللغة التي جمعت البداوة إلى الحضارة، جرَّاء دخول الشاعر الإسلام وانخراطه في حضارة الشعوب والجماعات الوافدة إلى الإسلام، ناهيك بموضوعات جديدة، كوصف النحل واشتياره ومشتاره، والصائد والعُقاب والدرَّة البحرية.. في سياق موضوعي مترابط، ينفي عن القصيدة العربية القديمة، افتقارها إلى الوحدة الموضوعية، واكتفاءها بوحدة البيت، حتى إذا لم تكن الوحدة عضوية موضوعية، فهي وحدة شعورية تقربُ من وحدة الشعور في بعض المسرحيات الكلاسيكية المأساوية.