كان أبي يضربنى ليربيني، هكذا كان يقول وهكذا تورطت فى هذه الفكرة، لا أحصي المرات التى ثم فيها تأديبي، لكننى أتذكر جيداً المخزن الذي كان بجوار مجلس الرجال، حينما تستقر الشمس فى وسط النهار على الرؤوس يلتهب المخزن وكأنما قد شب فيه حريق، والسبب فى ذلك أن ذلك المخزن مبنيا من الصفيح الغليظ والغريب أن الشمس بحرارتها الهائلة تلك التى تلت...
قراءة الكل
كان أبي يضربنى ليربيني، هكذا كان يقول وهكذا تورطت فى هذه الفكرة، لا أحصي المرات التى ثم فيها تأديبي، لكننى أتذكر جيداً المخزن الذي كان بجوار مجلس الرجال، حينما تستقر الشمس فى وسط النهار على الرؤوس يلتهب المخزن وكأنما قد شب فيه حريق، والسبب فى ذلك أن ذلك المخزن مبنيا من الصفيح الغليظ والغريب أن الشمس بحرارتها الهائلة تلك التى تلتهمه لا تستطيع اختراقه بضوئها، شئ ملتهب ومعتم، يحتوى على أدوات ضرب معدنية مثل أنابيب الخلاطات وسيور المكائن، وما كان يضربنا إلا فى الظهيرة، ثم يلقى بنا فى المخزن حتى الليل، الضرب لايساوى عندي شيئا، كان الرعب الحقيقي يتربص بى عند المغيب، لقد كان ذلك المخزن منعزلا يقع تحت شجرة كبيرة تلتهمه ظلمتها عند المغيب، كان يعشعش فيها طائر البوم هو وأنثاه، كنت أرى أعينهما من وراء الجدار.