كنت في انتظار صغيرتي امام المدرسة حين رايتها.عرفتها من اقراط" بولحية" التي تتدلى من اذنيها على عنقها الابيض الثلجي. فكرت انها امازيغية مثلي و تحديدا من قبائل الاطلس المتوسط المعروفة بهاته الاقراط. اقتربت وسالتها بالفرنسية. - من اية الاصول انت سيدتي؟اجابت بفرنسية وحدهم الامازيغ يملكون فن نطقها بذلك الشكل - انا من المغرب. - من اية...
قراءة الكل
كنت في انتظار صغيرتي امام المدرسة حين رايتها.عرفتها من اقراط" بولحية" التي تتدلى من اذنيها على عنقها الابيض الثلجي. فكرت انها امازيغية مثلي و تحديدا من قبائل الاطلس المتوسط المعروفة بهاته الاقراط. اقتربت وسالتها بالفرنسية. - من اية الاصول انت سيدتي؟اجابت بفرنسية وحدهم الامازيغ يملكون فن نطقها بذلك الشكل - انا من المغرب. - من اية منطقة؟ - انا من خنيفرة, من زاوية اسحاق.انفجرت بداخلي كل الذكريات: المنعرجات في الطريق الى القباب وتيغسالين , الاعراس , صوت حادة اوعكي وشريفة وحتى الجنائز الغريبة التي حضرتها هناك، قرية "الهري " حيث لاتزال رائحة مدافع المقاومين الاشداد تملئ المكان. خنيفرة والواد الذي يخترقها. حي امالوا اغريبن وبه الاعدادية التي اجريت فيها مقابلة لكرة السلة مع فرقتي من ميسور في اطار اقصائيات جهوية وخسرنا لكننا سعدنا بالجولة في ارجاء خنيفرة.صرخت وبحة في صوتي" تلك البحة التي مبعثها الحنين" - تامازيغت؟ هل انت تامازيغت؟ -اييهتعانقنا وقلنا معا ونحن نغالب الدموع -اوتتامازيرتينو(ياابنة بلدي)هي هكذا الغربة تجعلك تعانق اناسا لاتعرفهم لمجرد ان تشم رائحة البلد ومابالك الان وهي من احب مناطق البلد الى قلبي؟قلت لها بفرح - البارحة شغلت شريطا لشريفة( وهي اجمل اصوات الاطلس بعد حادة اوعكي طبعا) ورقصت اه لو كنت معي.نظرت الي بحزن وقالت -ليس لي مزاج للرقص ولا حتى للانصات الى شريفة.انفجرت بالبكاء, سالتها عما بها وانا واثقة ان الامر خطير لمعرفتي الجيدة باهل المنطقة التي تنتمي اليها حيث ان الرقص والغناء يسري في دمائهم.حكت بصوت مبحوح - انا مقيمة في منزل النساء ( ملجئ للنساء ضحايا العنف) منذ ستة اشهر مع طفلاي. زوجي يضربني منذ سبع سنوات, منذ ان اتى بي من المغرب. لم اشكه يوما الى السلطات الى ان طعنني بسكين امام الاولاد. فقدت الوعي وتدخل الجيران. اخذت مني السلطات الاطفال وكدت اجن. حين غادرت المستشفى طالبوني ان اتابع زوجي قضائيا والااحتفظوا بالاطفال. قبلت وهاانا اقيم في منزل النساء مع الاولاد فيما ولد الحرام في السجن.