ما من مكانٍ على وجه المعمورة مطلقاً إلا وللإسلام فيه أثر وللمسلمين فيه وجود ولله الحمد .وهذا الكتاب الذي بين أيدينا كتابٌ تاريخي قيِّم ، أراد مؤلِّفه أن يشير من خلاله إلى عظمة هذا الدِّين ، وعميق أثره في أصقاع الأرض عامَّةً ، وفي شرق أفريقيا خاصَّةً .إن كتابنا هذا يُظهر كيف كان ولا يزال زحفُ الإسلام وتأثيره في شرق أفريقيا دون ما...
قراءة الكل
ما من مكانٍ على وجه المعمورة مطلقاً إلا وللإسلام فيه أثر وللمسلمين فيه وجود ولله الحمد .وهذا الكتاب الذي بين أيدينا كتابٌ تاريخي قيِّم ، أراد مؤلِّفه أن يشير من خلاله إلى عظمة هذا الدِّين ، وعميق أثره في أصقاع الأرض عامَّةً ، وفي شرق أفريقيا خاصَّةً .إن كتابنا هذا يُظهر كيف كان ولا يزال زحفُ الإسلام وتأثيره في شرق أفريقيا دون مالٍ أو جيوشٍ أو حكوماتٍ .. مثارَ دهشة أعدائه واستغرابهم الشَّديد .وهذا الكتاب يُظهر للقارىء الكريم كيفَ يحاول أعداء الإسلام تشويه صورة الإسلام ، ونشر كراهيته في نفوس الجاهلين به ؛ بما يملكون من وسائلَ إعلامٍ متنوعةٍ ، يُرجفون بها من لا معرفة له بحقيقة هذا الدين .ينبغي لهؤلاء أن يدركوا أن الفتح الإسلامي كان فتحاً للقلوب قبل البلاد ، وإرواءً للأرواح قبل الأجساد .من هنا ندرك كيف فشلت محاولاتٌ كثيرةٌ لصدِّ النَّاس عن الدخول في دين مولاهم والاستجابة إلى نداء فطرتهم .ومن هنا تدرك أن مصدر القوة الكامنة لدى المسلمين هي روح الإسلام وعقيدته .إنَّ الإسلامَ دينٌ يهتمُّ بالمضمون لا بالشكل ، والإسلامُ حين يخاطب العقولَ السليمةَ ينهضُ برجاله على جميع الأصعدة وكافَّة المجالات ؛ ليجعلَ منهم عظماءَ يخلِّدهم التاريخُ .وفي هذا الكتاب ترى أمثلةً تاريخيَّةً واضحةً تثبت ما سلف ذكره من سمات أولئك الفاتحين .إنَّ التَّاريخَ لَيشهدُ كَمْ وكَمْ سطَّر المسلمون من صفحاتٍ ناصعةٍ على جبينه ، وكَمْ وكَمْ تركوا من آثارٍ بديعةٍ مشرقةٍ .هذا الكتاب واحدٌ من تلك الوثائق التي تسلِّط الضَّوء على بعضٍ من جمالياتِ الإسلام ، بإخلاص رجال الدعوة وأهلِ العلم فتحَ المسلمون العالمَ وأثرَوْهُ في كلِّ المجالات .والآن لمَّا خلَت السَّاحة من أمثال هؤلاء ، وقلَّ الإحساس بمدى خطورة الموقف .. جاء هذا الكتاب وأمثاله ؛ ليلفتَ انتباه المسلمين وقادة العالم إلى وجوب اتِّخاذ خطواتٍ منظَّمةٍ باتجاه أفريقيا الحبيبة ، قبل أن تلوِّثها أيدي المنصرين والظالمين لحاقدين .هذه بعضُ المعاني الموجودة في هذا السِّفر المبارك أرادت دارُ المنهاج أن تبثَّها إليكم .