عن قدس تسكنه، وعن ثورة يقمعها المستعمر، وعن تاريخ كان يوما يشع بقدرة صانعيه على التغيير، فصار اليوم ذكرى يختبئ وراء مرايا من زيف ولؤم وضياع وأسئلة تبحث عن ذاتها.الشاعر هنا في قصائده ذات الأبعاد الوطنية والاجتماعية والسياسية والتاريخية والفنية يرجّ السكون القائم باحثا في بركة الركود عن معنى للحياة؛ يستحضر القدس في أكثر من موضع حت...
قراءة الكل
عن قدس تسكنه، وعن ثورة يقمعها المستعمر، وعن تاريخ كان يوما يشع بقدرة صانعيه على التغيير، فصار اليوم ذكرى يختبئ وراء مرايا من زيف ولؤم وضياع وأسئلة تبحث عن ذاتها.الشاعر هنا في قصائده ذات الأبعاد الوطنية والاجتماعية والسياسية والتاريخية والفنية يرجّ السكون القائم باحثا في بركة الركود عن معنى للحياة؛ يستحضر القدس في أكثر من موضع حتى صارت موتيفا دائم الحضور، ويطرح أسئلة موجعة ليعبّر عن معاناة الضياع الإنساني في زمن مقلوب المعطيات.وحين يطرق باب الغزل الحسّي نجده نزاريّ النهج، فإنه يرقّ في لغته، ويعمر صوره بألوان من الحياة النابضة حتى ليخيّل لقارئه وكأنه يلمس الصورة لمسا.لغة الشاعر تنوّعت في قصائد (سفر النرجس) فأخذت من (درويش) ومن (نزار) وخمّرت في لغة (دغش) لتصير لغة شعر يخاطب قارئه بإحساس، ويحاور (الآخر) شاكيا من روايته ومتسائلا عن درب الهداية.رسائل الشاعر هنا توزّعت على مضامين ظلت حاضرة في ذهن الشاعر الفلسطيني ابن بيئته بشكل عام، بإفرازاتها كلها، لكنه يقدمها بأسلوبه الخاص، فتكون جدّتها في لغتها وصورها وأفقها المفتوح. ويظهرفي (سفر النرجس) حضور قويّ لقدرته على الغزل والوصف، مما يعني أنه تعمّد تنويع موضوعاته، وإثبات لغته ليكون له شخصيته الخاصة وأسلوبه الخاص.