"أؤجل موتي" محاولة من الشاعر العمّاني سلطان القيسي لالتقاط الأنفاس في خضم الهدير الزمني الذي أطاح بإنسانية الفلسطيني ، وحيّد رغباته، كما أنه احتجاج الملائكة على سيرتهم التي يكتبها الشيطان.قال الناقد محمد جميعان معلقا على قصائد المجموعة إنها تجاوزت بكثير عتبات التجريب، وأن شاعرها حرص على المتطلبات الشعرية مضمّنا إياها «رغبات ووسا...
قراءة الكل
"أؤجل موتي" محاولة من الشاعر العمّاني سلطان القيسي لالتقاط الأنفاس في خضم الهدير الزمني الذي أطاح بإنسانية الفلسطيني ، وحيّد رغباته، كما أنه احتجاج الملائكة على سيرتهم التي يكتبها الشيطان.قال الناقد محمد جميعان معلقا على قصائد المجموعة إنها تجاوزت بكثير عتبات التجريب، وأن شاعرها حرص على المتطلبات الشعرية مضمّنا إياها «رغبات ووساوس وعتمة ودخان ولوعة»، كما قال إن قصيدته «تراوح أن تكون بحراً أو نهراً أو محيطاً».فيما علق الناقد العراقي د.عزمي الصالحي قائلا إن القيسي تجاوز أسلوب الصورة الشعرية إلى الصورة الفوتوغرافية حيث يشاهد القارئ لقصيدته فيلما ذا بداية ونهاية.ويعد "أؤجل موتي" تجربة صريحة للمزاوجة بين قصيدتي الوزن والنثر ، فقصائد الكتاب التي جاءت كلها موزونة، صيغت بمفردات وأدوات قصيدة النثر ، ومن هنا يكتسب الكتاب أهميته حيث جاء ابن المرحلة تماما، فلا أحد ينكر أن قصيدة النثر سطعت في الآونة الأخيرة بوضوح، فيما لا يستطيع أحد أن يعلن موت قصيدة الوزن. تجلت أدوات النثر في غير موقع من قصائد الكتاب حين قال الشاعر: ( ما هذا الوطن الساكن في وعكتنا الفكرية؟ ما هذا الوطن النافق؟ ما هذا الوطن المتفلت من بين أصابعنا كهسيس الخاطرة صباحا حين نؤجلها كي ندرك طابور الخبز ما هذا الوطن العجز ؟؟؟ أطوي صحف اليوم أخبئها في أحد رفوف الروح ستلزمني في مسح زجاج الفكرة ظُهرَ "الويك إند" )ولم تخل المجموعة أيضا من البعد الفلسفي الذي تلعب عليه قصيدة النثر عادة، لتجيءَ قصائد الكتاب الموزونة مؤكدة قدرتها على حمل السمة تلك أيضا: حين يموت يقيني تتسع الفوضى حين يفوز العقل على ما أثبته الدهر و أسماه يقينا تتسع الفوضى أتمدد في هذا الورق الأبيض كي أصبح أرضافيما اتسمت بعض القصائد بموسيقاها الصاخبة والتي كانت تحاول من خلالها أن تشبه نظيراتها من قصائد الوزن، مبتعدة بذلك عن أجواء قصيدة النثر.