لقد أكد الإحصاء العام للسكنى والسكان لسنة 2014 الأهمية القصوى التي أصبحت تحظى بها الظاهرة الحضرية بالمغرب، فما يزيد عن %60 من سكان المغرب يقطنون اليوم بالمدن، غير أن هذه الخاصية الديمغرافية المميزة للتوزيع السكاني بالمغرب لا تعني بأن المغرب حديث العهد بالتحضر، وإنما يعد من البلدان ذات التمدين العريق. لكن من المؤسف أن عراقة الظاه...
قراءة الكل
لقد أكد الإحصاء العام للسكنى والسكان لسنة 2014 الأهمية القصوى التي أصبحت تحظى بها الظاهرة الحضرية بالمغرب، فما يزيد عن %60 من سكان المغرب يقطنون اليوم بالمدن، غير أن هذه الخاصية الديمغرافية المميزة للتوزيع السكاني بالمغرب لا تعني بأن المغرب حديث العهد بالتحضر، وإنما يعد من البلدان ذات التمدين العريق. لكن من المؤسف أن عراقة الظاهرة الحضرية المغربية لا تستفيد إلا بالنزر القليل من الإهتمامات ويكاد يغيب حضورها في الانتاجات الفكرية التي يزخر بها الحقل الثقافي بالمملكة. ويحاول هذا الكتاب تدارك هذا الحيف الحاصل وإنصاف المدينة المغربية التي تستحق المزيد من البحث ليس في حاضرها فحسب، وإنما أيضا في ماضيها الذي من واجبنا العلمي أن نعيد قراءته لنكشف عن العديد من الحقائق والوقائع التي ظل مسكوت عنها وبالتالي نصحح بعض الأطروحات غير المنصفة للحقيقة الواقعية. فلعلنا بهذه المحاولة قد نساهم في وضع لبنة من لبنات الفهم الموضوعي والإدراك الصائب لجانب من جوانب تاريخنا المجيد