مقدمةيحاول أبواق الفكر الغريب عن أمتنا العربية... من تلاميذ الحضارة الأوربية بشقيها – الرأسمالي والماركسي – إعادة ترتيب عقل الإنسان العربي المسلم بحيث يفكر منطلقا من مقدمات صليبية أو ماركسية... ولا حاجة بعد ذلك الى تعميده بالماء المقدس.. مادام قد عُمِّدَ بالفكر غير المقدس. ويُصُر بعض هؤلاء المثقفين العرّافين !! على التنبؤ بأن م...
قراءة الكل
مقدمةيحاول أبواق الفكر الغريب عن أمتنا العربية... من تلاميذ الحضارة الأوربية بشقيها – الرأسمالي والماركسي – إعادة ترتيب عقل الإنسان العربي المسلم بحيث يفكر منطلقا من مقدمات صليبية أو ماركسية... ولا حاجة بعد ذلك الى تعميده بالماء المقدس.. مادام قد عُمِّدَ بالفكر غير المقدس. ويُصُر بعض هؤلاء المثقفين العرّافين !! على التنبؤ بأن مسار الأمة العربية في خروجها من مَحاق التخلف الذي فُرِضَ عليها بفعل عوامل كثيرة جداً.. إلى شروق جديدٍ على أفق العالم... لا يكون إلا بالسير على نفس الخُطَى التي خَطَتها الحضارة الغربية " بشقيها الرأسمالي والماركسي" نحو قوتها المعاصرة.. وتتمثل في خطوة للاتجاه إلى العلم... وخطوة هي نفسها للخروج من الدين.... وفي ظنهم أن المسلم إذا تَشَرَّبَ طقوس هذه الحضارة، واطمأن إليها.... كما يتمنى مماليك هذه الحضارة... وأيقن بتفوقها عليه، لا مجرد التفوق المادي فحسب... بل الفكري والروحي.... انهارت مقاومته وأصبح كالمدينة المفتوحة لمن هَبَّ ودَبّ.... مُتاحةً لكل ناهبٍ ومقتحم، فتتحقق بذلك أمانيهم الصفراء بسقوط الدين على الأرض العربية – المعقل الأول والأخير للدين الحق – كما سقط على أرض أوروبا شرقا وغرباً. وقد نشط مماليك هذه الحضارة.. من خلال وسائل الإعلام المختلفة في الآونة الأخيرة على تنشيط الاستخفاف بالدين..... أو إهماله.... وعلى الإيحاء بكل الوسائط الذهنية والنفسية بأن اقتلاع الإيمان بالله قضاء محتوم، ترتبط حتميته بحتميته التقدم....وراعهم رغم ذكاء دعاياتهم المصبوبة في قوالب تفوق منها رائحة القهر... أن يروا أشجار وأفكار هذا الدين تخّضَرّ.. وتترعرع..وتزدهر في كل مكان...على الأرض العربية الطيبة...وفي صوت وفكر وأمل هذا الإنسان العربي... الذي لم يزل حياً لم يمت – وواعيا لم يَتَبلَّد , ومتفائلاً لم يتجهم لمستقبلة، ولم ييأس من بقائه وانبعاثه بقوة الإيمان... واستناداً الى يقينه في الدين الحق... كما هو في فطرته.. وفي المصادر الصحيحة التي لا تزال ثابتة في حوزته... ويبدو أن هؤلاء المثقفين العَرّافين !! لن ينتظروا طويلا حتى يتأكدوا من خطئهم في القياس ، وخطئهم في النتيجة... ونُذَكّرهُم بقول الفيلسوف العربي ابن طفيل – حيث يقول: " قد يطول صَبرُ الأبرياء على نفاق الدعوات... وصبر الفقهاء على شعوذة البيعات... ولكن كلاهما حين يتيقنان من زُورِ الكلمة.. فإنهما لا يرحمان في قسوتهما على المنكر.وكم في كلمات ومقالات تلاميذ الحضارة الغربية بشقيها... من غِشٍ كثيف... وكم يَحِنُّ العربي إلى تجربة من عِنديّانه هواؤُها طَلق... وللأنفس والأرزاق فيها أمان... وللاجتهاد سبيل..لا يزعجه النعيق ولا يعبث به أطفالٌ كبار...كأولئك الذين انبروا من على صفحات الجرائد، والمجلات، وبعض الفضائيات، لتسجيل الدعاوى الفارغة المكررة، والفرضيات المزعومة... وأرسلوها إرسال المسلمات اليقينية... التي لايرقى إليها الشك ، مُتَحَدِّين بذلك أمة عريقة مجيدة في أقدس أفكارها، وأرسخ معتقداتها... وأعمق مشاعرها وأحاسيسها... ولو لم يكن في السكوت والإهمال ما يُجرىءُ هؤلاء الكتاب وأمثالهم على الاستمرار في التحدي، لما صَرفتُ ساعات من العمر، في قراءة أباطيلهم وأسمارهم.. وتسجيل أوهامهم وأغاليطهم...وكشفِ الغطاءِ عن دوافعهم المُغَلفة بـ " التفكير المنطقي " والمبرقعة بـ " المنهج العلمي... وليس لي في الختام إلا أن أُزجي الشكر لهم... لأنهم حملوني بتهريجهم على كتابة هذه الصفحات... ورصدِ وكشفِ المذاهب المنحرفة ودُعاتها عن الصراط المستقيم، تحقيقاً لقول الله تعالى: ﭽ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﭼ [الأنعام: 55].