في هذه الرواية ينشغل "سالم مريشيد" بالواقع اليومي البسيط جداً لقرية "أمليح" البائسة التي تمتد على طول أرض الجزيرة العربية قبل أن تدخل الحداثة إليها. وراح يقرأ هذا الواقع الذي تحاصره الكآبة والبؤس والفقر من كل جانب، حيث سطا "الجدري" على أهلها وفتك بهم .. حتى حلّ بهم بلاءً أكثر فتكاً ومسوة وهو الجفاف. فقرر الحلاّب الرحيل وترك زوجت...
قراءة الكل
في هذه الرواية ينشغل "سالم مريشيد" بالواقع اليومي البسيط جداً لقرية "أمليح" البائسة التي تمتد على طول أرض الجزيرة العربية قبل أن تدخل الحداثة إليها. وراح يقرأ هذا الواقع الذي تحاصره الكآبة والبؤس والفقر من كل جانب، حيث سطا "الجدري" على أهلها وفتك بهم .. حتى حلّ بهم بلاءً أكثر فتكاً ومسوة وهو الجفاف. فقرر الحلاّب الرحيل وترك زوجته فضة بحثاً عن الرزق.أحس الحلاّب أنه غير قادر على العيش في قريته .. وأن كل ما يربطه بها قد تلاشى وأن كل ما فيها حوله يدخله عالماً حارقاً من الوجع والكآبة والسواد. خرج مودعاً تاريخه .. وطفولته وشبابه وكل ذكرياته وأحلامه التي وئدت وتلاشت .. خرج وهو لا يدري إلى أين يتجه ...".ما تريد أن تقوله الرواية أن الأحزان لا يداويها الرحيل، وأن حب الأرض هو مزيج من الألم والسعادة، والتعاسة في بعض الأحيان، وهنا يكمن دور الأديب بكشفه لشبكة من العناصر والأحداث التي تتعايش معها شخوص الرواية فجميعهم كانوا يعيشون مع المرض، الموت، إلى درجة الإستمتاع باليأس نفسه فكل ما يعرفونه عن واقعهم أن المصادفات الحزينة سترافقهم دوماً، مفسرين ذلك بفكرة الثواب والعقاب الذي هو برأيهم قدر لا يمكن تلافيه ...