الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ، ويكافئ مزيده ، والصلاة والسلام على فخر الكائنات وسيد البشرية خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وعلى من والاه وتبع سنته باحسان إلى يوم الدين .. أما بعد .. فان الانسان يواجه تحديات عظيمة وجليلة في هذه الحياة ، فتنشأ بذلك حالة من الصراع بينه وبي...
قراءة الكل
الحمد لله رب العالمين حمدا يوافي نعمه ، ويكافئ مزيده ، والصلاة والسلام على فخر الكائنات وسيد البشرية خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، وعلى من والاه وتبع سنته باحسان إلى يوم الدين .. أما بعد .. فان الانسان يواجه تحديات عظيمة وجليلة في هذه الحياة ، فتنشأ بذلك حالة من الصراع بينه وبين تلك التحديات التي تأخذ صورا شتى ، قد تكون واقعية ، وقد تكون كونية ، وربما ترتسم بالمسائل الفنية التي تغاير الشائع المألوف، وتكشف هذه المسائل التي يقف منها الانسان موقف الصراع – عن رؤيته التي تعبر عن كينونته ، وعن موقفه الذي يلتزمه في مسيرة حياته .. فتتضح من خلال ذلك حالة الرفض التي يحملها الانسان في صميم ذاته ، خاصة إذا ما كان واعيا بظروف واقعه وحياته .. من هنا يبدأ المشوار الذي دفعني إلى تبني هذا الموضوع – الرفض – إذ عكفت على قراءة بعض دواوين الشعراء ، ومن ضمنها ديوان أبي تمام الطائي الذي طالما خشيت الاقتراب منه ، ربما لعظمته ، أو ربما خوفا من الخوض في بحر لا ساحل له .. ولكنني تجرأت وقرأت ديوانه ، فبدأت الألفة تدب بيني وبين شعر أبي تمام ، وتزداد المتعة كلما تقدمت في القراءة .. ووجدت في شعره نفسا ثوريا ، رافضا كل المعطيات السلبية في الواقع والكون والحياة والفن ..