مثل كل يوم .. كل يوم.لا نمل أن نسأل أسئلتنا البسيطة .. لما يبدو القمر جميلاً ، لما نعيش لحظات بعينها كندب واضحة بذاكرتنا .. لما نحب أحيانًا فتيات تشبه الكائنات الفضائية؟لما تبدو أفراحنا دومًا شاحبة ، لما يموت كل شيء. كل شيء يستند برفق ويتداعى ويستكين بمصب اللا شيء.يرى اليائس أن الله لا يقدم لنا دي إن أيه كاملاً لدرامتنا الخاصة ه...
قراءة الكل
مثل كل يوم .. كل يوم.لا نمل أن نسأل أسئلتنا البسيطة .. لما يبدو القمر جميلاً ، لما نعيش لحظات بعينها كندب واضحة بذاكرتنا .. لما نحب أحيانًا فتيات تشبه الكائنات الفضائية؟لما تبدو أفراحنا دومًا شاحبة ، لما يموت كل شيء. كل شيء يستند برفق ويتداعى ويستكين بمصب اللا شيء.يرى اليائس أن الله لا يقدم لنا دي إن أيه كاملاً لدرامتنا الخاصة هنا حين نسأل عن طبوغرافيا مشاعرنا .أعرف يا صديقي أن كل شيء خاضع للتطور عدا أحلامنا تتوقف عند عتبات الأبد والسمائية ، رغبتنا السرية في ألوهيات صغيرة ، لا جديد في أحلامنا ومن السهل أن ننجرف لاستقراء خبيث أن الله لم يقدّم لنا الكثير أو ربما نعاني عمًا فسيولوجيًا حين نسأل : ما الحياة ، ما الجمال ، ما الألم ، ما الذي يمكننا أن نتوقعه من الله ، ما وراء أحلامنا ..لكن .. الأسئلة القصيرة تلك والجنون الغير مهذَّب تجاه الله هذا والمحرج لفطرتنا نوعًا ما يشبه الأعشاب الطبية مليئة بالسموم لكنها الترياق الأوحد والفريد كي لا يمر كل يوم مثل كل يوم وكي ننظر طويلاً للقمر فلا نرى إلا الله في غيابات الكمال والروعة وكي لا نتوقف عن استدعاء خبراتنا وآلامنا وكي نحب كائنات فضائية كل يوم وكي نفرح فرحتنا الوجودية القصيرة وكي نموت ونحن صلبو الرقبة كرجال دولة أو قادة .. نموت في سلام بعيدين عن التاريخ ومندسين فيه بآثار "خير الناس أنفعهم للناس" والمسلم من سلم "الناس" من لسانه ويده وكي لا نملك من الدنيا غير كلماتنا النابهة عن الخير أو ولعنا في البحث عنه .. ولا يبقى من ميراثنا سوى الشوق إلى الله بطفولتنا كاملة حتى لو كنا ملحدين حيث أوج الطفولة وسذاجتها .. لا يبقى فينا من حلم الواقع غير الوجوه العابرة وبقية الغموض الذي تعمده الله فينا .. هذا ما يحدث فارقًا .. الانتباه للذات والرأفة بها والحنو على الواقع لا الهيمنة عليه أو الوقوع في أسره.