يحتضن هذا الكتاب نصوصاً في النقد الفني وتاريخ الفنون التشكيلية، بعضها يقدم وجهة نظر في عملية تبدل الصورة الفنية والنظرية، أي النقد الفني والذوق العام (الجمهور أو المتلقي)، على خلفية مشهدية تاريخية وحضارية تنبض بروح العصر وروح الشعب وما طرأ عليها من تبدلٍ في القيم والأساليب والمدارس.والبعض الآخر يستقصي التحولات الطارئة على الصورة...
قراءة الكل
يحتضن هذا الكتاب نصوصاً في النقد الفني وتاريخ الفنون التشكيلية، بعضها يقدم وجهة نظر في عملية تبدل الصورة الفنية والنظرية، أي النقد الفني والذوق العام (الجمهور أو المتلقي)، على خلفية مشهدية تاريخية وحضارية تنبض بروح العصر وروح الشعب وما طرأ عليها من تبدلٍ في القيم والأساليب والمدارس.والبعض الآخر يستقصي التحولات الطارئة على الصورة الفنية والقيم الجمالية في القرنين التاسع عشر والعشرين، إثر الثورة الفرنسية التي فتحت الباب أمام الحداثة في حركة تنابذ وتجاذب بين الكلاسيكية وقيمها الثابتة والمطلقة، والثورة المضادة التي قادها الرومانسيون في النصف الأول من القرن التاسع عشر، حتى ظهور الإنطباعية والتعبيرية والوحشية والتكعيبية وغيرها نهاية القرن.أي ما شمل التبدلات الثورية في الصورة الفنية والنظرية على مسرح القيم والجمهور والمعارف، بما معناه رصد الصدى الدارماتيكي العنيف للمد الثوري البرجوازي الفرنسي الذي هز فرنسا والدول الأوروبية (خاصة روسيا) والشرق الإسلامي إلى حد كبير (منذ إحتلال الجزائر 1830) وما تأتى عنه من إنبثاق أفكار التحديث وإكتشاف الحضارات الشرقية وفنونها وقيمها وتذوقها ثم تبنيها في منظومة التحديث الفني العالمي.ما شكل لاحقاً المنطلق لبداية حوار الحضارات الشرقية والغربية، والشمال والجنوب طيلة القرنين المنصرمين وعلى نحو ما آلت إليه المعارف اليوم في ثقافة العولمة وإنفتاح السماوات على بعضها عبر الإنترنت والقنوات الفضائية، إننا نحصد اليوم، عشية الألف الثالث، نتائج مخاض تبدل القيم والذوق والصورة الفنية الذي لف إعصاره حركة الفن العالمي إثر الثورة الفرنسية.ولقد إرتأى المؤلف بجمع هذه النصوص في كتاب واحد، نظراً لوحدة العلاقة العضوية، رغم تنوعها، بين الصورة الفنية والصورة الذهنية في تاريخ الفن العالمي الحديث، وتطور ميكانيزم العلاقة بين النقد الفني وتبدل الصورة الفنية والذوق العام، ومن منطق فهم للتاريخ الفني كعالم متغير، فلا مطلق في هذه العلاقة ولا قيم ثابتة، فالمطلق في التاريخ والفن والذوق يكمن في النسبي، في المتحرك، والمتغير نحو اللانهائي لحرية الإبداع.