إذا كان للغة دورها الذي لا يتجاوز باعتبارها المعبر بين الذهن وبين السماع.. فللغة بناها القائمة على منطق ومفهوم وحكاية وجمالية تواصل واتصال. من هنا جاء دور البحث في لغة التواصل بين النص والمفسر مثقلاً بالتفاسير والآراء والتأويلات، كانفتاح على توصيف يوغل باتجاه التقعيد حيناً، ويبث إرادة الفهم كاقتصار قصدي لنيل المراد وتلبية الدور....
قراءة الكل
إذا كان للغة دورها الذي لا يتجاوز باعتبارها المعبر بين الذهن وبين السماع.. فللغة بناها القائمة على منطق ومفهوم وحكاية وجمالية تواصل واتصال. من هنا جاء دور البحث في لغة التواصل بين النص والمفسر مثقلاً بالتفاسير والآراء والتأويلات، كانفتاح على توصيف يوغل باتجاه التقعيد حيناً، ويبث إرادة الفهم كاقتصار قصدي لنيل المراد وتلبية الدور..ومن هنا جاءت المحاولات العديدة لطرح قراءات في: كيف نقرأ النص؟ كيف نتعامل مع سياقات مفرداته وعبائره؟ كيف ندخل مخزونة القدسي؟ ومن أي حوافز وأبعاد؟ كيف نستكشف فيه ما هو منه وما ليس منه؟ كيف ننظر إليه مقايسة بالتاريخ؟ هل نجعل من النص تعالياً متسامياً على كل الحدود البشرية وحدود الزمن؟ هل يمكن أن ندخل عناصر التاريخ كمكون للنص، أو كمظهر للنص؟ هل بإمكاننا أن نفهم النص، مع وجود فواصل الطبيعة بيننا وبينه، ومع وجود فواصل "التذهن" الحاكم على كل فهم... والذهن في واقعه قطيعة مع الخارج؟هل ما يسري على النص البشري من آليات النقد هو عين ما يسري على النص التألهي أو الإلهي؟ أبإمكاننا أن نحكم على كل نص قدسي مقاييس النقد والمراجعة؟ أم أن النصوص القدسية تختلف كاختلاف الأديان، وبالتالي فما يصح على نص ودين لا ينطلي بالضرورة على نص ودين آخر؟ أين هي الحداثة وما بعد الحداثة في مناهج فهمها وأسئلتها واختباراتها مما هو مطروح على بساط التفاوض مع النص المقدس أو الموحى؟كل هذه الأسئلة وغيرها كثير، باتت تشكل مفاتيح للمراجعة في العلاقة مع النص، بما هو تأثير سار في تشكيل الأذهان والأفكار والمنظومات والجماعات.. ومن ضمن هذه الهواجس الدينية والمعرفية في آن يدخل كتاب "حوارات حول فهم النص وقضايا الفكر الديني المعاصر" ليعالج موضوعات من مثل فهم النص الثابت والمتحول، نظرية القبض والبسط، مقاصد الشريعة، الإسلام والعصرنة والحداثة، الهجمة الغربية على الإسلام، الدين والعلم، دور العقل في الدين.