يمكن اعتبار هذه الرواية "زمن الهروب" كأفضل عمل روائي عراقي عن الكرد. إن معرفة الروائي زهدي الداوودي العميقة بالحياة اليومية للكرد وعشائرهم وتاريخهم وطريقة تفكيرهم وميثالوجياتهم وعلاقاتهم التاريخية بالعرب والأتراك والتركمان، وتأثير الحركات السياسية العراقية عليهم، كل ذلك جعل الداوودي يكشف لنا ما يقرب من نصف قرن من تطور الوعي الاج...
قراءة الكل
يمكن اعتبار هذه الرواية "زمن الهروب" كأفضل عمل روائي عراقي عن الكرد. إن معرفة الروائي زهدي الداوودي العميقة بالحياة اليومية للكرد وعشائرهم وتاريخهم وطريقة تفكيرهم وميثالوجياتهم وعلاقاتهم التاريخية بالعرب والأتراك والتركمان، وتأثير الحركات السياسية العراقية عليهم، كل ذلك جعل الداوودي يكشف لنا ما يقرب من نصف قرن من تطور الوعي الاجتماعي والسياسي للمجتمع الكردي عبر تتبعه مصائر عائلة من الآغوات، صعود أفرادها وهبوطهم، خلافاتهم ومماحكاتهم، وعلاقاتهم مع الفلاحين من جهة، والسلطات من جهة أخرى.ولعل أجمل ما فيها البيئة التي تدور فيها الأحداث والطبيعة التي يصفها لنا: الجبال، الوديان، والأنهار وينابيع المياه، والثلوج والأشجار... إنها رواية من ناس من لحم ودم، طبيعيين وفطريين في كل ما يفعلونه أو يقولونه، مكتوبة بكثير من المرح والفكاهة أيضاً، بدون تعصب أو مبالغة وبروح محبة للجميع.