(...) فحيال حالة "الفراغ" القانوني الذي يكاد يغرق فيه الوضع الحدودي بين لبنان وإسرائيل، يطيب لي - أنا بالذات - أن أؤكد، من زاوية مشاركتي في مداولات مجلس الأمن وجلساته التي تناولت الاجتياح الإسرائيلي عام 1978 ثم عام 1982، أن القرارات التي ألزمت إسرائيل والدول العربية عقد اتفاقات الهدنة العربية -الإسرائيلية عام 1948، ثم كرستها عام...
قراءة الكل
(...) فحيال حالة "الفراغ" القانوني الذي يكاد يغرق فيه الوضع الحدودي بين لبنان وإسرائيل، يطيب لي - أنا بالذات - أن أؤكد، من زاوية مشاركتي في مداولات مجلس الأمن وجلساته التي تناولت الاجتياح الإسرائيلي عام 1978 ثم عام 1982، أن القرارات التي ألزمت إسرائيل والدول العربية عقد اتفاقات الهدنة العربية -الإسرائيلية عام 1948، ثم كرستها عام 1949، هي اليوم، بالنسبة إلى لبنان، أهم وافعل من القرارات 425، 426، 508 و 509، إلى آخر السلسلة - المستمرة - بحكم تجديد المجلس لقوات "اليونيفيل" قراراً بعد قرار ولو تناقص عديدها، وتقلصت صلاحياتها. ذلك أن الزمن الذي سيعلن فيه اكتمال تنفيذ القرار 425 لا يمكن أن يكون بعيداً، اياً تكن المضاعفات المحتملة على "جبهة" شبعا. (...) نموذج يحتذى، وعبرة تستدعي التأمل، أن يكون الضابط الذي ترقى إلى أسمى الرتب وانصرف إلى إعداد هذه الدراسة بشغف ظاهر، ليس "جنوبياً" بالمنشأ (وهو من عائلة مقتلعة من وطن الصخور اللبنانية الصلبة) إنما هو جنوبي الاهتمام نتيجة وعيه للواجب الوطني الجامع لكل اللبنانيين، فأدرك بالتالي أن مصير لبنان الوطن والدولة يقرره مصير الجنوب. وهذا ما يتجلى في كل محطة من مسيرة الكتاب. فكيف إذاً لا نتمنى على المسؤولين اعتماد الكتاب في حلقات ومناقشات بين العسكريين (...) وما اقوله عن العسكريين يصح كذلك عن تهيئة الدبلوماسيين (...). (من مقدمة غسان تويني للكتاب) --------------- رياض شفيق شيا عميد ركن في الجيش اللبناني. تابع دورات عسكرية عدة في فرنسا والولايات المتحدة وإيطاليا وعمل مستشاراً عسكرياً للوفد اللبناني إلى مفاوضات السلام التي أعقبت مؤتمر مدريد (1991). حائز على دبلوم دراسات عليا في القانون الدولي.