مسألة الأقليات واحدة من المسائل التي أرّقت ضمير الإنسانية قروناً طويلة، مع تفاقم إنتهاك حقوق الأقليات، وفشل القوانين الوطنية في التعاطي مع المسألة بشكل عام، باتت الأنظار، لأسباب إنسانية، متجهة ناحية القانون الدولي كوسيلة للحماية...ولمّا كان لكثير من الأقليات علاقات وإمتدادات تتعدّى النطاق الداخلي للدولة، بحكم إرتباطها الإثني أو ...
قراءة الكل
مسألة الأقليات واحدة من المسائل التي أرّقت ضمير الإنسانية قروناً طويلة، مع تفاقم إنتهاك حقوق الأقليات، وفشل القوانين الوطنية في التعاطي مع المسألة بشكل عام، باتت الأنظار، لأسباب إنسانية، متجهة ناحية القانون الدولي كوسيلة للحماية...ولمّا كان لكثير من الأقليات علاقات وإمتدادات تتعدّى النطاق الداخلي للدولة، بحكم إرتباطها الإثني أو اللغوي أو الديني بدول أخرى تماثلهم نفس الصفات، أفسح ذلك المجال أمام التدخلات الخارجية بذريعة الدفاع عن الأقليات... وتسعير الكثير من النزاعات بين الدول المتجاورة.واستمرت الأقليات أحد مواضيع إهتمام القانون الدولي، سواء بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة أو في النصف الثاني للقرن العشرين، فمعظم الصراعات الداخلية والدولية عكست وجود الأقليات في أساس تلك النزاعات، مما يبرر الحاجة الدائمة إلى مجموعة كاملة من القوانين الخاصة التي ترعى هذه المسألة...إنّ العقبة الأساسية أمام تقدم القانون الدولي في إحاطته بمسألة الأقليات ومعالجتها بصورة جذرية هي إصطدامه بكيانات الدول القائمة، فالخوف من أن يؤدي الإندفاع في تلبية طموحات الأقليات إلى زعزعة الإستقرار العالمية وإلى زيادة النزاعات الدولية والداخلية لا يبرر عدم الإهتمام بها أو المعالجة الخاطئة لها، لأنّ ذلك يُبقي مسألة الأقليات مصدر توتر دائم.