تحكي الرواية قصة صراع عنيف مع الذات لأستاذ جامعي عاش سنوات عديدة في باريس حيث عاش الحب الأول الذي كان مع مومس فرنسية، والذي انتهى إلى مأساة طبعت حياته كلها وحولته إلى ثائر على كل شيء. لكنه عاش ثورته هذه بشكل متناقض: سلبي وماجن على الصعيد العاطفي الخاص، وثوري على طريقة الإنسان الغربي، على الصعيد الفكري النظري. ينقلب على نفسه. يعو...
قراءة الكل
تحكي الرواية قصة صراع عنيف مع الذات لأستاذ جامعي عاش سنوات عديدة في باريس حيث عاش الحب الأول الذي كان مع مومس فرنسية، والذي انتهى إلى مأساة طبعت حياته كلها وحولته إلى ثائر على كل شيء. لكنه عاش ثورته هذه بشكل متناقض: سلبي وماجن على الصعيد العاطفي الخاص، وثوري على طريقة الإنسان الغربي، على الصعيد الفكري النظري. ينقلب على نفسه. يعود إلى الإنسان الشرقي القديم "المتخلف" الذي كانه منذ البداية، عندما يستبد به، وهو في الخمسين من عمره، هوس شرقي مجنون: الزواج من فتاة عذراء، فيستسلم لهذا الهوس ويتزوج من فتاة/ طفلة فقيرة غير متعلمة، يكبرها بخمس وثلاثين سنة!.نبذة النيل والفرات:يقدم لنا الكاتب والأستاذ الجامعي "روكز اسطفان" في روايته التي جاءت بعنوان "ليلة الدخول إلى الجنة" مواضيع متعددة حول التجارب الشخصية في الحياة "الصداقة، الحب، الزواج"، حيث يتطرق إلى التجربة الأولى لعلاقة الرجل بالمرأة، كما يتطرق إلى حياة الاغتراب والصراع داخل النفس الإنسانية ما بين تعاليم الدين رغباتنا في الدنيا حيث يقول: "لا أريد أن أصبح كاهناص قبل أن أذوق طعم امرأة، أريد أن اختبر الأمر قبل أن أحسم نهائياً خياري الكهنوتي، مفاصلي كلها ترتعد لرؤية امرأة، أريد بصريح العبارة أن أنام مع امرأة، وبعد ذلك أقرر".في هذه الرواية الشيقة يغوص الكاتب في أعماق النفس البشرية، وما يعتريها من رغبات وانفعالات ورغبة جامحة في التعرف على الجنس الآخر، يحيكها الكاتب بحس أدبي ونقدي على مستوى عال من الشفافية والصدق من خلال تجربة مجموعة من الأشخاص يلاحق تحركاتهم وانفعالاتهم وحواراتهم فيشبكهم في نسيج درامي يحيث تشابك علاقاتهم المتداخلة داخل إطار عملهم المشترك، في الجامعة، كما يرصد لقاءاتهم في الخارج ولا تتوانى عن الدخول!؟ حياتهم الخاصة في بيوتهم، لتكشف ما يدور في أذهانهم، ولمعرفة حقيقة رغباتهم في عزلتهم "نهض من نومه مثقلاً، ليس لأن فيكي انهكته البارحة، بل لأنه هو هكذا في الفترة الأخيرة لكن فيكي البارحة، زادت في الطين بلة. لم تكتف باعتصابه مرة، كما جرت العادة بينهما منذ سنوات، شبق فيكي، البارحة، كان لا يوصف أصرت على أن تعتصبه مرة ثانية، وحصلت على ما أرادت. عندما تريد المرأة شيئاً تحصل عليه، فيكي كانت تحب المضاجعة، وكان هو فريستها، كان فريستها لأنه كان تعباً، محبطاً، وبائساً، ولأن الموعد معها كان من ضمن المواعيد اليومية التي كان يملأ بها وقته. وكان يكره تكل المواعيد، كان يكره وقته، وقته كان بالنسبة إليه وقتاً مميتاً. كان ما ينفك يردد أمام نفسه هذه المعادلة الكارتيزياتية: أنا لا أفعل شيئاً إذاً أما أموت".رواية جديرة بالقراءة لسلاستها ولسهولة التواصل مع شخصياتها، ومع انفعالاتهم ورغباتهم، ولحبكتها المشوقة دون إدعاء، ودون تعقيد، ولمضمونها الكاشف لحقائق مجتمعنا ولتركيبة الشخصية التي يحملها كل واحد منا.