سيرة المسرح عندما يكتبها الرواد الأوائل لها نكهتها الخاصة جمالياً وفكرياً، فمن يؤرخ للمسرح كمن يؤرخ لتاريخ البشرية، لأن تاريخ المسرح هو تارخ الآلام والتحولات المصيرية على مر العصور والدهور، فالمسرح أرقى أنواع الفنون والآداب على الإطلاق. هو الوجه الحقيقي للحياة يجسّد أحوال الناس في أي زمان أو مكان.وفي ضوء هذا الفهم راح عدد من الأ...
قراءة الكل
سيرة المسرح عندما يكتبها الرواد الأوائل لها نكهتها الخاصة جمالياً وفكرياً، فمن يؤرخ للمسرح كمن يؤرخ لتاريخ البشرية، لأن تاريخ المسرح هو تارخ الآلام والتحولات المصيرية على مر العصور والدهور، فالمسرح أرقى أنواع الفنون والآداب على الإطلاق. هو الوجه الحقيقي للحياة يجسّد أحوال الناس في أي زمان أو مكان.وفي ضوء هذا الفهم راح عدد من الأسماء الكبيرة المؤتمنة حقاً لهذا الفهم تؤرخ للمسرح وتوثق تاريخ البشرية بصدق وشفافية كبيرين. وفي هذا الكتاب يؤرخ لنا أحد أهم المبدعين القلائل في لبنان والعالم العربي الأستاذ "روجيه عساف" في كتابه " سيرة المسرح – أعلام وأعمال" تاريخ المسرح، فيضع حصيلة تجربته وخبرته بين أيدينا، فهو فضلاً عن أنه مخرج مسرحي هو مفكر ومنظر وأستاذ جامعي أسس فرقة مسرح الحكواتي اللبنانية.فبعد أن أصدر مجلدين: الأول تحدث فيه عن "العصور القديمة" و الثاني "القرون الوسطى". يصدر اليوم الجزء الثالث "عصر النهضة" فيكون بذلك عساف قد وضع بصمة في تاريخ المسرح وأشبع رغبة القارىء المثقف والمختص بالمعلومات التاريخية والتقنية، وأحدث أثراً إيجابياً في الثقافة العصرية عندما رفدها "بجدول تاريخي للمسرحيين والمسرحيات". يضم المجلد الثالث بين دفتيه عصر النهضة الأوروبية متحدثاً عن مسرح النهضة والحركة "الإنسانية" في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وإنكلترا. ويبدأ الكتاب بـ "مدخل عام إلى المسرح في عصر النهضة" ثم "زمن الكوميديا الإيطالية" ، "لو دوفيكو أريوستو" ، "نيكولو ماكيافلي" ، "بييترو أريتينو" ، "روزانتة" ، "أندريا كالمو" ، "جيان باتيسا ديللا بورتا" ، "العلبة الإيطالية" ، "الكوميديا ديللارتي".أما زمن النهضة الفرنسية فيضم "جان دي لا تاي" ، "روبير غارنييه" ، "أنطوان دي مونكريتيان" ، "بيار دو لاريناي".أما زمن العصر الذهبي الإسباني فيضم "خوان دل إسيدنا" ، "جيل فيشنته" ، "تورس ناهارّو" ، "لوبه دي رويدا" ، "خوان دي تيمونيدا" ، "خوان دي لاكونيا" ، "سرفانتس".ثم يأتي زمن النهضة في إنكلترا ويضم "زمن الجامعيون ذوي الدهاء" (جون ليلي وجورج بيل وروبرت غرين ...) ، "توماس ناش" ، "ريتشارد بوريدج" ، "إدوارد إللين" ، "توماس كيد".أما من التراجيديا الإسبانية فتقرأ "كريستوفر مارلو" و "جورج شابمان" وآخرون.ويختتم الكتاب بمقال بعنوان "بين النهضة" و "الباروك" اعتبر بها الكاتب أننا لا يمكن أن نضع حداً تاريخياً لعصر النهضة ذلك أن تجلياتها امتدت دون انقطاع حتى "حرب الثلاثين سنة ...".كتاب هام وقف عند عدد كبير من الأعلام والأعمال والظواهر والحقائق ممن لم يتوقف عنده الآخرون. وهذا ما تميّز به عساف في تاريخ المسرح.
