رواية (بالأبيض على الأسود) سيرة ذاتية عن المؤلف روبين غاليغو، وعن طفولته التي قضاها في الاتحاد السوفيتي متنقلاً في دور الأطفال للمعاقين ودور كبار السن العديدة. والقصص التي تتألف منها الرواية مستقاة من الحياة ومرتبة زمنياً، كل قصة في حد ذاتها تجربة كاملة. عندما تقرأ الرواية تشعر بنوع من التنفيس بغض النظر عن العتمة التي تحيط بك وع...
قراءة الكل
رواية (بالأبيض على الأسود) سيرة ذاتية عن المؤلف روبين غاليغو، وعن طفولته التي قضاها في الاتحاد السوفيتي متنقلاً في دور الأطفال للمعاقين ودور كبار السن العديدة. والقصص التي تتألف منها الرواية مستقاة من الحياة ومرتبة زمنياً، كل قصة في حد ذاتها تجربة كاملة. عندما تقرأ الرواية تشعر بنوع من التنفيس بغض النظر عن العتمة التي تحيط بك وعن سواد العالم المحيط، والمؤلف قبل كل شيء يلفت الانتباه إلى اللحظات المضيئة في حياته، إنه يعطي درساً في كيفية الاستمتاع بالشيء الموجود لديك في هذه اللحظة، وعدم التذمر من الحياة أو من شيء لا تملكه أصلاً. الرواية تدعوك إلى الحياة على الرغم من كثرة صفحات الموت والرعب فيها. وأبطال الرواية هم قدوة للأصحاء والمعافين وعلاج لحياتهم البائسة ولضعف إرادتهم. وهذه الرواية تبين للإنسان أن له نفساً طيبة، وبغض النظر عن قسوة الحياة فإنها مهيأة لأن تهدي السعادة للآخرين وتسعد نفسها. إن استعمال كلمتي (الأبيض) و(الأسود) عنوانا للرواية يعبر عن المضمون الفني للتضاد بين هذين اللونين كما بينه: (أنا لا أحب اللون الأبيض – لون الضعف والقضاء المحكوم، لون سقف المستشفى والشراشف البيضاء، أما الأسود فهو لون النضال والأمل، لون السماء الليلية... لون الأحلام والخرافة... لون الحرية.