يعد القرآن الكريم كتاب الحكمة الإسلامية الأول، والأساس الذي تستمد منه القيم الإسلامية، وهو الصراط المستقيم، والقسطاس القويم الذي يعتمد عليه العقل المسلم في فهم ما كان وما يكون وما سيكون، وبه قام المؤمنون أمرًا ونهيًا طاعة وقربة لله سبحانه. قدّم القرآن الكريم شبكه هائلة مترابطة من المفاهيم المتعلقة بالأبعاد الكبرى: التوحيد والنبو...
قراءة الكل
يعد القرآن الكريم كتاب الحكمة الإسلامية الأول، والأساس الذي تستمد منه القيم الإسلامية، وهو الصراط المستقيم، والقسطاس القويم الذي يعتمد عليه العقل المسلم في فهم ما كان وما يكون وما سيكون، وبه قام المؤمنون أمرًا ونهيًا طاعة وقربة لله سبحانه. قدّم القرآن الكريم شبكه هائلة مترابطة من المفاهيم المتعلقة بالأبعاد الكبرى: التوحيد والنبوة والمعاد، وعلوم الفقه والأحكام والتاريخ والقصص والمستقبليات وغيرها، ولذلك فهو المصدر الأول لعلم الحكمة الإسلامية وللعقل المسلم في مناقشة كل القضايا التي تعترضه. في هذا الكتيب الموسوم: "حكمة بالغة: الإعلان عن علم الحكمة في القرآن الكريم: مقاربة اصطلاحية نعلن، وربما لأول مرة، عن علم جديد من علوم القرآن الكريم، والذي اصطلحنا على تسميته بـ(علم الحكمة القرآنية) لينضم إلى بقية العلوم القرآنية، ولكي يندفع المتخصصون في الدراسات القرآنية باتجاه المزيد من الكشوفات العلمية في مجال الحكمة القرآنية. وهذا العلم، أي (علم الحكمة القرآنية) متفرع بالأصل عن العلم الذي أسميناه بـ(علم الحكمة الإسلامية)، إذ يعد كتاب: "العروة الوثقى: مدخل إلى علم الحكمة الإسلامية" أول كشف علمي لهذا العلم، ومن ثم أعقبته المحاولة الثانية في كتابنا الموسوم: "شرعة ومنهاج: أصول المنهج العلمي في علم الحكمة الإسلامية" الهدف الرئيس لعلم الحكمة القرآنية أن يقدم التصور الآتي: القرآن الكريم كله علم وكله حكمة، ومن ثم يتعين على المتخصصين إعادة اكتشاف علوم جديدة في القرآن الكريم بما يساهم في عملية تجديد الدراسات القرآنية، ودفعها إلى مزيد من الإنتاج العلمي.