التعليم الثانوي المعاصر

في ظل التطورات الهائلة التي شهدتها علوم الإتصالات والمعلومات وما رافقها من تطورات تكنولوجية متسارعة أدت إلى تزايد مذهل في إنتاج وانتقال مصادر المعرفة وتراكم أنواعها عبر شبكات الإنترنت، وكان لمجال التربية والتعليم عموما والتعليم الثانوي خصوصا نصيب الأسد من التأثر بهذه التطورات التي فرضت نفسها على مختلف نواحي حياة الشباب ومواصفات العملية التعليمية التعلّمية التي تناسب حياتهم المعاصرة.وقد دفع ذلك صناع القرار والباحثين والمعنيين بالعملية التعليمية إلى البحث عن سبل وآليات إدارة المعرفة واستعمالها بصورة تساعد على مواجهة تحديات العصر وكيفية حل المشكلات التي تواجه مجتمعاتهم في مختلف مجالات الحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية في ضوء التطورات التي تشهدها قطاعات التربية والتعليم.ورغم تعدد المؤسسات والمداخل التي تشكل مصادر لصناعة وانتقال المعرفة، إلا أن مؤسسات التعليم والتعلّم تشكل القاعدة الأساسية للصناعة المعرفية وانتقالها.ويأتي هذا الكتاب مساهمة متواضعة من قبلنا لمساعدة المعنيين بالعملية التعليمية على تلمس التوجهات العالمية المعاصرة وما رافقها من تجارب تطبيقية لتلك التوجهات، من أجل وضع الخطط والإستراتيجيات التي تناسب ظروفهم الإقتصادية والثقافية الخاصة وذلك للمساعدة على مواجهة التحديات التي فرضتها التطورات العالمية المعاصرة.وقد نُظم الكتاب في ثمانية أبواب، عالج كل منها أحد جوانب العملية التعليمية وكيفية التعامل معها في ظل التوجهات العالمية المعاصرة وكيفية تطبيقها إقليميا ودوليا. وقد تناولنا في الباب الأول مكانة التعليم الثانوي ورسالته وتناول الباب الثاني مردود الإستثمار في التنمية البشرية من خلال التعليم على صعيد الأفراد والمجتمعات، وتناول الباب الثالث المحاور الأساسية لتطوير التعليم الثانوي، وقمنا في الباب الرابع باستعراض أهمية التقويم ومعايير الجودة في التعليم الثانوي، وعالج الباب الخامس واقع وظروف المعلمين وضرورة تحسين أوضاعهم المهنية والحياتية، كأحد أهم مداخل التطوير للعملية التعليمية وتناولنا في الباب السادس الإدارة في التعليم الثانوي وكيفية تطويره، أما الباب السابع فتعرض إلى أهمية التمويل ومداخل تحسينه، وتناول الباب الثامن أهمية الاستثمار في تعليم الفتاة وانعكاس ذلك على الأسرة والمجتمع.