أمام فسحة من نبضات عمره، وتجارب صادقة وعناوين في مسيرة حياته، تمّ التعبير عنها عبر صفحات الكتاب، ومعها شتى ضروب المشاعر الحميمة، ترك رفعت صدقي النمر قلمه يتحرك بتلقائية، يلملم الخواطر ويكشف ما دواخله وينطلق بعفوية وماضياً في نقل إحساسه الداخلي وقناعاته، في قلمه تسعى إلى فعل تغيير يحقق حلمه البكر في فلسطين مستقلة محرّرة، ووطن عرب...
قراءة الكل
أمام فسحة من نبضات عمره، وتجارب صادقة وعناوين في مسيرة حياته، تمّ التعبير عنها عبر صفحات الكتاب، ومعها شتى ضروب المشاعر الحميمة، ترك رفعت صدقي النمر قلمه يتحرك بتلقائية، يلملم الخواطر ويكشف ما دواخله وينطلق بعفوية وماضياً في نقل إحساسه الداخلي وقناعاته، في قلمه تسعى إلى فعل تغيير يحقق حلمه البكر في فلسطين مستقلة محرّرة، ووطن عربي متحرر موحد، وإنسان عزيز حرّ كريم في وطنه. فكل مفردات الحياة هي مصادر تفكير وتعبير صاحب الكتاب: الطفولة الأولى، والذاكرة الاجتماعية والثقافية، وعمل متواصل في المجال المهني والوطني والقومي، وكل ما قرأ وما سمع، وما تختزنه بوتقة الوعي من هذه المصادر.نظم رفعت النمر ذلك كله ضمن أقسام الكتاب الخمسة: القسم الأول: يتضمن بشكل أساسي كلمات كان قد ألقاها في بعض دورات المجلس الوطني الفلسطيني لـ(م.ت.ف) بدءاً من الدورة الرابعة (1968) وحتى الدورة العشرين (1991). واستكمالاً للصورة، ارتأى كاتب السطور إلحاق هذا القسم بالمذكرة التي كان قد وجهها بتاريخ 1999/8/17 إلى لجنة المتابعة المنبثقة من "المؤتمر الوطني الفلسطيني" الذي نظمته فصائل المعارضة الفلسطينية في دمشق بتاريخ 12 و13 كانون الأول/ديسمبر 1998، استباقاً لدورة المجلس التشريعي التي عقدت في غزة يوم 14 في الشهر نفسه، لتعديل الميثاق الوطنى الفلسطيني. القسم الثاني: ويشتمل على مقالات ومقابلات نشرت في عدد من الصحف والمجلات والدوريات العربية وهي تعالج طيفاً منوعاً من الموضوعات السياسة والتاريخية والثقافية. القسم الثالث: ويتضمن مراجعات ومتابعات للكاتب في عالم الكتب تم نشرها في الصحافة اليومية، وبخاصة في صحيفة السفير. هذا فضلاً عن رسائل شخصية وجهها إلى عدد من المؤلفين ممن تربطه بهم علاقة معرفة وصداقة، وتضمن هذا تعليقات الكاتب وآرائه بشأن كتبهم ومؤلفاتهم. القسم الرابع: وهو قسم صغير يشتمل على كلمات رثاء ووفاء أثيرة إلى قلب رفعت النمر على نحو خاص، إذ أنها تشكل جزءاً حميماً من ذاكرته ومن الذاكرة الجماعية التي أسهم في تكوينها عدد من الروّاد في كثير من مجالات النضال والسياسة والفكر والثقافة. ومن هؤلاء الرواد: القائد البطل عبد الرحيم الحاج محمد، وقسطنطين زريق، ومصطفى مراد الدباغ؛ وأحمد الشقيري وغيرهم. القسم الخامس: تضمن هذا القسم كلمات لم تنشر لصاحب الصفحات قالها ترحيباً أو تكريماً لبعض رواد السياسة والفكر والثقافة، فضلاً عن مداخلات له ألقاها في مناسبات وطنية وقومية وعلمية عدة في مؤتمرات وندوات ومعارض ثقافية، ومعسكرات شباب وجامعات، وقد رتب الكاتب تلك الموضوعات في كل قسم من أقسام الكتاب بحسب تاريخ النشر أو تاريخ المناسبة، التي استوحى منها ذلك الموضوع.وبصورة عامة فإن هذا الكتاب ما هو إلا إبراز الوجه الآخر من تجربة رفعت صدقي لنمر خالج عالم المال والمصارف. ذلك الوجه الذي يعكس أدواراً من حياته في خضم النضال القومي العربي، والنضال الفلسطيني، والذي يظهر شغفه بعالم الكتب واهتماماته الثقافية عامة.