نبذة النيل والفرات:قادت نهاية الحرب الباردة وإنهيار الإتحاد السوفيتي والمعسكر الإشتراكي، وفشل أغلب البلدان النامية ومن ضمنها العديد من البلدان العربية في تحقيق التنمية المنشودة المتمثلة بضمان حقوق الإنسان وحرياته المدنية والسياسية، وحل المشاكل المتمثلة بالفقر والبطالة وتحقيق النمو وتمكين الإنسان، إلى إرتفاع الدعوات المنادية بفشل...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:قادت نهاية الحرب الباردة وإنهيار الإتحاد السوفيتي والمعسكر الإشتراكي، وفشل أغلب البلدان النامية ومن ضمنها العديد من البلدان العربية في تحقيق التنمية المنشودة المتمثلة بضمان حقوق الإنسان وحرياته المدنية والسياسية، وحل المشاكل المتمثلة بالفقر والبطالة وتحقيق النمو وتمكين الإنسان، إلى إرتفاع الدعوات المنادية بفشل التخطيط المركزي وتدخل الدولة في تحقيق تنمية شاملة وعادلة على كافة المستويات السياسية والإجتماعية والإقتصادية...الأمر الذي قاد إلى ظهور أفكار الليبرالية الجديدة التي تنادي بها العولمة، والمتمثلة بالأخذ بالتعددية السياسية وضمان حقوق الإنسان وتفعيل دور المجتمع المدني، فضلاً عن تأكيدها على أن تترك الدولة زمام الأمور في عملية التنمية لقوى السوق الحرة وتبني التحررية الإقتصادية والإنفتاح وإزالة الحواجز التجارية والمالية والإدارية، مؤكدة على أن العولمة ستحقق المكاسب للجميع، وإن هذه المكاسب تتأتى من خلال تحرير التجارة وحركة رؤوس الأموال، وخصخصة القطاع العام، والإصلاحات الإقتصادية لصندوق النقد والبنك الدوليين، بما يقود إلى تحقيق النمو وزيادة الإنتاجية والإستخدام الأمثل للتقنية، وكذلك المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية المحدودة.بيد أن في مقابل الفرص التي هيئتها العولمة، فإنها ولدت أزمات كثيرة لهذه البلدان تمثلت في أزمة المديونية وأزمتي الفقر والبطالة، فضلاً عن المشاكل السكانية والصحية والبيئية؛ ونتيجة لذلك جاء أنموذج التنمية البشرية المستدامة كأنموذج تنموي يعمل على إستثمار الفوائد والفرص التي هيأتها العولمة ويواجه و/ أو يقلل من المخاطر والتحديات التي تفرضها، وذلك من خلال التأكيد على الجوانب البشرية للتنمية، وإن الناس هم الثروة الحقيقية للأمم، وهم وسيلة التنمية وغايتها.ومن هنا، يستمد البحث أهميته من أنه محاولة لتشخيص أبعاد التنمية البشرية المستدامة وكيفية إستثمارها للفرص التي تهيؤها العولمة ومواجهة و/ أو تقليل التحديات التي تفرضها وصولاً إلى بناء الإنسان وتمكينه في ظل انموذج تنموي يجعل منه قادراً على المشاركة والتفاعل بشكل خلاق.وفي ضوء إشكالية البحث وفرضيته، تم تقسيم البحث إلى ثلاثة فصول: الفصل الأول: "العولمة والتنمية البشرية المستدامة"، الفصل الثاني: "واقع التنمية البشرية في الوطن العربي منذ مرحلة الإستقلال إلى مرحلة نهاية الحرب الباردة"، الفصل الثالث: "إنعكاسات العولمة على التنمية البشرية المستدامة في الوطن العربي".