تقدم الروائية "رحاب أبو زيد" رائعتها الجديدة "الرقص على أسنة الرماح" استندت في كتابتها على مقاربة نفسية - إجتماعية تمثل معاناة جيل من النساء، بينه وبين ماضيه فجوة أفقدته هويته الحقيقية.في هذه الرواية تغوص كاتبتها بعمق فتتغلغل في أعماق شخوصها فتنقذ إلى كيانهم الداخلي، لتظهر لنا بكل براعة وبحنكة عالية وبأسلوب أدبي رفيع ما يرسب من ...
قراءة الكل
تقدم الروائية "رحاب أبو زيد" رائعتها الجديدة "الرقص على أسنة الرماح" استندت في كتابتها على مقاربة نفسية - إجتماعية تمثل معاناة جيل من النساء، بينه وبين ماضيه فجوة أفقدته هويته الحقيقية.في هذه الرواية تغوص كاتبتها بعمق فتتغلغل في أعماق شخوصها فتنقذ إلى كيانهم الداخلي، لتظهر لنا بكل براعة وبحنكة عالية وبأسلوب أدبي رفيع ما يرسب من جواهر باقية لديهم، حيث تمثل بطلة الرواية "البتول" صورة المرأة الثائرة التي اقتحمت تقاليد مجتمعها بتحدي ذلك المجتمع الأبوي الذي ما زالت علاقة الآباء بالأبناء يسودها التسلط والإنفراد بالرأي.وحين سألت والدها أنها تريد الإلتحاق بدورة سكرتارية وإدارة الملفات، أجابها: "قلت لك... كلمة واحدة... لأ!؛ ولكنها ستساعد في الحصول على ترقية العام القادم!!!؛ لم تمهلها الدقائق والثواني لتفيق من صفعة سقطت على خدها الأيمن...تكشف هذه الرواية بين صفحاتها واقع الحال الذي تعيشه المرأة العربية وخصوصاً في البلدان العربية ذات الثقافة التقليدية، أضاءت عليها الروائية من خلال وضعها كل خبراتها الجمالية والمعرفية والإبداعية في شخصية بطلة الرواية لتخلق منها إمرأة واعية مثقفة ترفض التقليد بوجهه السلبي تقول: "وهكذا أنا... كالثوب الجديد الذي يفصلون فيه ويضيّقون لأكون على مقاسه! بينما هو كالثوب البالي الذي يزيدون رُقَعَه ترقيعاً ومداراةً وتجميلاً لأرضى به!! ولن أرضى... لن أرضى... ولن تعكس مرآتي سوى الوجه الذي أنتظره..."الرقص على أسنة الرماح" هي أكثر من رواية، إنها تأريخ للنصف الآخر في المجتمع "المرأة" جمعت فيها الروائية الكل: المرأة المميزة، والثائرة والرومانسية والعقلانية، بلغة آسرة وبأسلوب بعيد عن التكلف أو الحذلقة، لكتشف للقارئ واقعاً أرقها فجاء عملها هذا بمثابة صرخة تبنه فيها إلى ثغرة مهمة يعاني منها مجتمعنا العربي وهي النظر بأكثر عمقاً إلى المساواة بين الجنسين في الحقوق والواجبات والذي أصبح بديهية في المجتمعات المتحضرة.