يمثل النهوض بالمحتوى الرقمي العربي وصناعاته الاستراتيجية المهمة، حجر الزاوية في الارتقاء بمجتمع المعلومات العربي، ويساهم في وضعه في مكانته اللائقة بحضوره التاريخي والجغرافي بين مجتمعات المعلومات العالمية، وتحقيق التنمية المستدامة اقتصادياً واجتماعياً، وتحسين الوضع العربي الراهن بأزماته المتراكمة. ورغم أن آلة النشر العربية قدمت إ...
قراءة الكل
يمثل النهوض بالمحتوى الرقمي العربي وصناعاته الاستراتيجية المهمة، حجر الزاوية في الارتقاء بمجتمع المعلومات العربي، ويساهم في وضعه في مكانته اللائقة بحضوره التاريخي والجغرافي بين مجتمعات المعلومات العالمية، وتحقيق التنمية المستدامة اقتصادياً واجتماعياً، وتحسين الوضع العربي الراهن بأزماته المتراكمة. ورغم أن آلة النشر العربية قدمت إلى القارئ قسطاً متنوعاً من الدراسات والتقارير والمقالات والمؤلفات حول قضية المحتوى الرقمي العربي، ورغم بروز هذه القضية بشكل كبير على الساحة خلال السنوات الماضية، فالمكتبة العربية لا تزال تعاني قصوراً في مصادر المعلومات حول هذا الموضوع. لذا يمنح الدكتور رامي عبود المكتبة والقارئ العربيين خلال هذا الكتاب فرصةً مهمة للاطلاع على جهود التخطيط الاستراتيجي ـ العربية منها والعالمية ـ في مجال المحتوى الرقمي، كما يساعد عبود عبر هذه الدراسة الجادة القارئ على استكمال رؤيته المرتبطة بالسياسات الوطنية في مجال المحتوى الرقمي لعدد من الدول العربية ودول العالم التي قد أغفلتها الأدبيات العربية. ولعل ما يميز هذا الكتاب أيضاً أنه يقدم طرحين جديدين، هما الأولان من نوعهما عربياً وعالمياً: الأول نموذج لحزمة معايير يمكن استخدامها بغرض تحسين جودة وفاعلية السياسات والاستراتيجيات الوطنية في مجال المحتوى الرقمي، والثاني نموذج أولي لمؤشر إحصائي يمكن استخدامه لتقييم جودة السياسات الوطنية في مجال المحتوى الرقمي. كما يستهل عبود كتابه بنظرة عامة على مجتمع المعلومات العالمي ومفاهيمه الأساسية، ومن ثم نظرة خاصة على مجتمع المعلومات العربي عبر التعرّف إلى ماهيته، وواقعه، وخصائصه، وإشكالياته، وفجواته. لذا نعتقد أن هذا الكتاب يمثل إضافة جادة للمكتبة العربية، ومصدراً ثرياً للقراء، والباحثين، وصانعي القرار في المؤسسات الحكومية وغيرها في مجال المحتوى الرقمي.