ترك لنا صحابة رسول اللَّه (ص) تراثًا علميًّا مجيدًا؛ فكانوا المؤسسين الفعليين للعلوم الشرعية المستندة في أصلها على القرآن العظيم والسنة النبوية المشرفة؛ فأصبحوا رموز عظمة للأمة المحمدية ونجومًا أضاءت للأجيال سماء الإسلام. وكان منهم الطاهرة الصديقة أم المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنها، العالمة الربانية والعبقرية الفذة التي كانت من غ...
قراءة الكل
ترك لنا صحابة رسول اللَّه (ص) تراثًا علميًّا مجيدًا؛ فكانوا المؤسسين الفعليين للعلوم الشرعية المستندة في أصلها على القرآن العظيم والسنة النبوية المشرفة؛ فأصبحوا رموز عظمة للأمة المحمدية ونجومًا أضاءت للأجيال سماء الإسلام. وكان منهم الطاهرة الصديقة أم المؤمنين عائشة رضي اللَّه عنها، العالمة الربانية والعبقرية الفذة التي كانت من غزارة علمها وعظيم فهمها بحرًا زاخرًا واسع المدى؛ فكانت أعلم نساء الأمة، بَنَت لتاريخ المرأة في الإسلام مجدًدا باذخًا. إن أبرز ما اشتهرت به أم المؤمنين الفقه وكثرة الفتوى، وهذا يؤكد على وجود منهج علمي يرتكز على قواعد من ضبطة راعته السيدة عائشة في فتاواها. كان لزامًا علينا أن نوضح مكانة السيدة عائشة، ونشأتها ومنهجها العلمي، وأن نبرز علمها وفقهها العميق، والأسس التي قامت عليها آراؤها الفقهية المتنوعة؛ لذلك كله صدر هذا الكتاب.