إن الناصر داود القائد الشاعر الناثر، واحد من مشهوري الأسرة الأيوبية التي اعتمدت السيف والقلم في صراعها مع الطغاة والبغاة، حيث تؤكد المصادر التي ترجمت للملك الناصر داود بن عيسى أنه شاعر بارز وأديب كبير وفقيه لامع، ولكنه - كما يبدو - لم يهتم بجمع ما نظم وكتب، ولو فعل ذلك لذكر شيئاً عن حياته الأدبية وعن مقدار شعره وكمية نثره، والبو...
قراءة الكل
إن الناصر داود القائد الشاعر الناثر، واحد من مشهوري الأسرة الأيوبية التي اعتمدت السيف والقلم في صراعها مع الطغاة والبغاة، حيث تؤكد المصادر التي ترجمت للملك الناصر داود بن عيسى أنه شاعر بارز وأديب كبير وفقيه لامع، ولكنه - كما يبدو - لم يهتم بجمع ما نظم وكتب، ولو فعل ذلك لذكر شيئاً عن حياته الأدبية وعن مقدار شعره وكمية نثره، والبواعث التي دفعته إلى نظمه وكتابته.إلا أنه من جمع شعر الملك الناصر داود ونثر هواسه الملك الأحمد حسن 1ت 670هـ، وكان عالماً فقيهاً وأديباً حيث أراد بهذا العمل عدم ضياع هذا التراث بتعاقب الأيام وتوالي السنين، لذلك أقبل الملك الأمجد حسن على جمع ما خلَّفه أبوه وترتيبه وكتابة مقدمته المسهبة التي تحدَّث فيها عن أصل الأسرة الأيوبية والآراء المختلفة فيه، وعقد فصلاً خاصاً عن حياة والده منذ نشأته حتى وفاته، وذكر المتاعب التي عاناها في حياته عندما كان ملكاً على دمشق والمصاعب التي واجهته.كما لم يكتف الملك الأمجد حسن بكتابة مقدّمة الديوان، بل عقد فصلين، أحدهما لنسب الأسرة الأيوبية، وثانيهما لمآثر والده وكرم أخلاقه، ومهَّد لكلَّ رسالة أو خطبة أو قصيدة بمقدمة شرح فيها دوافع وأسباب كتابتها أو نظمها.إلا أن النسخة التي كتبها الملك الأمجد حسن لم يتم العثور عليها، لذلك استعان المحقق ناظم رشيد بنسختين كتبت في فترتين متقاربتين من وفاة الملك الأمجد حسن، حيث عمد المحقق على دراسة نسختي الديوان دراسة دقيقة، والنظر فيهما بإمعان، والوقوف على دقائقهما، وأثبت الأصل كما هو دون تقديم أو تأخير أو تلاعب، وراعى في الكتابة الأصول المتبعة في الوقت الحاضر، كتثبيت الهمزة المسهّلة، وإثبات ألف الوصل المحذوف، وعمد إلى التعريف بالأعلام التي ورد ذكرها في الكتاب.أما الآيات القرآنية فقد أشار إلى مواضعها في القرآن الكريم، ومثل ذلك صنع بالنسبة للأحاديث الشريفة، أما الأبيات الشعرية التي هي ليست للشاعر فقد عرّف أصحابها وخرَّجها في الكتب الأدبية التي تناولتها، أما تخريج شعره ونثره في الكتب الأدبية والتاريخية والتراجم مخطوطها ومطبوعها فقد اعتنى بالإشارة إليه في الهوامش.كما شرح ما جاء فيقه من غريب اللفظ ليسهل على القارئ فهم النص، وتيسيراً على قارئ الديوان صنع فهرساً بموضوعات الديوان، وزود عمله بفهارس كثيرة لمن ترجم لهم في الكتاب أو في هوامشه وللقوافي والآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأمكنة.