نبذة النيل والفرات:شهد السرد العربي طفرة هائلة في جمالياته ورؤاه، وتعددت إشكالاته وقضاياه، عقدت المؤتمرات الخاصة بالسرد وكتبت الدراسات والبحوث، بدا وكأن السرد ديوان العرب، ولم يك ذلك ترفاً ولا عبثاً، فالسرد ينطوي على عنصرين رئيسين: الاول ملحمي من شأنه أن يستوعب المتغيرات المعاصرة بوتيرتها المتصاعدة، موثقاً حراك المجتمعات وتشكّل ...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:شهد السرد العربي طفرة هائلة في جمالياته ورؤاه، وتعددت إشكالاته وقضاياه، عقدت المؤتمرات الخاصة بالسرد وكتبت الدراسات والبحوث، بدا وكأن السرد ديوان العرب، ولم يك ذلك ترفاً ولا عبثاً، فالسرد ينطوي على عنصرين رئيسين: الاول ملحمي من شأنه أن يستوعب المتغيرات المعاصرة بوتيرتها المتصاعدة، موثقاً حراك المجتمعات وتشكّل القيم الجديدة فيها ورصد نبض ثقافتها وفكرها وتعقب آثار الأزمات والفجائع والإنتكاسات والتطورات والتصدعات وإنهيار العوازل بين أربعة أنحاء الأرض، والآخر درامي ينطوي على حرارة الصراعات وتشقق الذات المأزومة، والإنهيارات المتتابعة أمام الصدمات العنيفة المباغتة، وترصد حالة الفوضى والتأزم الناجمة عن التحديات التي تواجه المجتمعات والأفراد، فالسرد فضاء متسع رحب، وجمالياته غير قابلة للقولية والتقعيد، بل مفتوحة على أفق التجريب، وهو ساحة تلتقي في رحابها الأنواع الأدبية كلها، بل وغير الأدبية أيضاً كالتقنيات السينمائية والفنون التشكيلية متصالحة مع المسألة الأجناسية، تفض إشكالات النوع وتتصالح مع الفنون وتستضيفها دون حساسية أو تبعات عاصفة.من هنا، كانت هذه الفصول التي يضمها هذا الكتاب موزعة على جملة من القضايا التي تتعلق بالسرد: المسألة الفنية وما تنطوي عليه من إشكالية المصطلح وتداخل الأنواع الأدبية، وقضية المرجعية فيما يتعلق بالتاريخ والسياسة والجدل العلاقة بين الرؤية والتشكيل، ثم قضية النسوية وما يتصل بالمرأة وتأثيره في البنية السردية، ثم المكان بوصفه ميداناً لجدل الرؤى والمفارقات.