مقدمةومحور تمهيدي وسرد تاريخيأطاحت الثورات العلمية في القرون الأخيرة ومنذ القرن السابع عشر بكثير من المسلّمات التي عاش عليها الإنسان ردحاً طويلاً من الزمن، وقلبت الموازين، وغيرت الكثير الكثير من أنماط معيشته، حيث ذلّل العقبات التي كانت تعترض حياته وسهّلت سبل الإتصالات بين البشر، واختزل فيها مئات بل آلاف وعشرات الآلاف من السنين و...
قراءة الكل
مقدمةومحور تمهيدي وسرد تاريخيأطاحت الثورات العلمية في القرون الأخيرة ومنذ القرن السابع عشر بكثير من المسلّمات التي عاش عليها الإنسان ردحاً طويلاً من الزمن، وقلبت الموازين، وغيرت الكثير الكثير من أنماط معيشته، حيث ذلّل العقبات التي كانت تعترض حياته وسهّلت سبل الإتصالات بين البشر، واختزل فيها مئات بل آلاف وعشرات الآلاف من السنين وليست مبالغة القول الملايين منها، فقد وصل بها ومن خلالها إلى أعلى عليين باكتشافه الكهرباء والآلة البخارية وإستخدام كل ما جادت به الطبيعة من ثروات لكي يصل معها وبها إلى ما نراه الآن، حيث الصناعات المتعددة والمتنوّعة التي وصل معها إلى الرفاه ورغد العيش بعد أن كان ذلك ضرباً من المستحيل ولا يتأتى إلا في الخيال.وقد أخذ التطوّروبقوة يضرب الأبواب المغلقة والعقول الموصدة والمعطلة والأذهان الصدئة أو التي تعاني من سبات عميق ومن هجعة طالت واستطالت إلى الدرجة التي كان يُظن بها أن لا أمل بأن يقطف إنسان هذا القرن والقرن الفائت آخر مبتكرات التكنولوجيا وما أضافه العقل البشري إلى الحياة بجهد التفكير الخلاّق وتصميم المؤمن بالهدف بما أدى في نهاية المطاف إلى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر في الماضي السحيق، فقبل قرون كان ما نراه الآن من تنوّع في الصناعة ومن سهولة في التواصل والتنقّل البشري وضروب المعرّفة والثقافة هو محض خيال جامح أو رؤى أحلام في اليقظة أو في المنام، ولكنه أصبح واقعاً معاشاً نعاينه ونندمج فيه وهو في القياس في الذرى من معجزات الإنسان وقدرته على التكيّف والتحدّي والإتيان بما لم تستطعه الأوائل من كل مبتكر وجديد ومفيد.ولا خلاف بأن نهاية القرن الماضي (العشرون) قد شهد تطوراً ملحوظاً في كل منحى من مناحي الحياة الإنسانية، وأصبحت المعرّفة والعلوم مثل الهواء والماء والغذاء بالنسبة للإنسان، والنتيجة كما نشاهد ونلمس تغيراً بادياً للعيان في حياة الإنسان، فقد قصّرت وسائط النقل (الجوية والبرية والبحرية) ما كان صعب المنال وانحسر الزمن وتضاءل أو انقبض في ظل ثورة الإتصالات والمعلومات التي ابتدأت بالتلغراف والهاتف ثم بالتلفاز والراديو ثم بالإيميل والخلوي وأخيراً وليس آخراً بالفضائيات العابرة للقارات والتي تنقّل بسرعة البرق كل الأحداث العالمية وبالإنترنت وشبكة التواصل الإجتماعي المذهلة (الفيسبوك، التويتر، اليوتيوب، الآيباد) ففي لحظة لا تعدُّ من الزمن أصبحت الصورة والصوت أمام المشاهد، وأصبح الصوت في أقل من الثانية أو أقل بكثير (النانو) يسمع من أقاصي الأرض حتى أخبار النجوم البعيدة وحركتها أو التي لم يصل ضوئها منذ نشوء الكون إلى الآن حيث الأرقام الفلكية في البون الشاسع بينها في البعد والذي يقاس بالسنوات الضوئية.وها نحن نعيش ونقطف ثمار هذه الثورات العلمية والمكتشفات والإختراعات لتؤدي في النهاية إلى سعادة الإنسان إذا كانت لخيره ومصلحته وتعزيز إنسانيته وتؤدي إلى الدمار الشامل والقضاء على البشرية إذا كانت العدوانية وشطب الغير بالإعتداءات الظالمة والحروب العبثية هي ديدن البعض ممن لا خلاق لهم وأعماهم الغرور عن رؤية الحياة كما يجب أن تكون ولإعمار الأرض بالمحبة والخير والتعاون والعمران لا بالظلم والقهر والعسف والطغيان وللإنسان الخيار.نعم... لقد حدث في العقود الأخيرة ما لم يكن بالحسبان فبالإضافة إلى التنوّع الصناعي في البيت والشارع وفي البر والبحر والجو كان التطوّرالرديف في وسائل الإعلام المختلفة والمتنوّعة وفي إنتقال المعلومات وركائز المعرّفة إلى كل مكان، فكل شيء بين يدي الإنسان وأمام ناظريه وبإمكانه الإستفادة منه وإستخدامه في هذا العالم الصغير (الأرض) التي صغرت وتقلصت أمام هذه الثورة من التفجّر المعرّفي والإعلامي وضآلة المسافات أو انعدامها.وأمام وسائل الإعلام يقف الإنسان حائراً ومذهولاً لما توصّل إليه العقل البشري الذي خرج من إسار الخرافات والشعوذات والأساطير والترّهات والغيبيات إلى الفعل وإلى الابتكار وإمعان الفكر والعقل والملاحظة والإستدلال، فكان هذا النتاج المذهل في كل المجالات، ومن قبس العقل إذا ما فكّت قيوده وأغلاله وأتيح له المجال بالحرية الكاملة للإنطلاق من التقوقع والبلادة والسبات والتعطيل يصل حتماً إلى ما مبتغاه أو ما يبحث عنه ويترجم كل ذلك إلى أدوات تُرى في الواقع لا أحلاماً وأوهاماً تذروها الرياح، أو تموت بفعل الزمن الذي لا يسلس قياده إلا للأقوياء والأذكياء.ووسائل الإعلام التي يتحدث عنها هذا الكتاب بإسهاب هي التي جعلت الإنسان في سنوات قليلة يستوعب ما عجز عنه أجداده في الآلاف المؤلفة من السنين، حيث كل شيء متاح ولجميع الأعمار الصغار والكبار حيث لا يخلو بيت من الخلويات (الموبايل) ولا من المذياع (الراديو) ولا من الشاشة الفضية (التلفزيون) ولا من الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وأصبح التعامل معها في يسر وسهولة وانتظمت الدول جميعها في مشرق الأرض ومغربها في هذه الحكومة الإلكترونية ومن خلال هذه الأجهزة الرائعة صغيرة الحجم ولكنها كبيرة وجمّة الفائدة وفيها ما يدلّ على رقي الإنسان وعظمته وقدراته الخلاّقة والمبدعة وحيث تحدّى كل العوائق والمثبطات التي تجعله أسير جسده وأسير سمعه وبصره فانتقل إلى أبعد الأمكنة في مدة قصيرة لا تحسب من عمر الزمن وتواصل مع الآخرين في لحظات، بل رأى أمامه وعلى شاشة الخلوي أو المحمول (الموبايل أو السليولير) أو على شاشة التلفاز الشخص الذي يتحدث معه ويراه رؤية العين كأنه أمامه دون حواجز ومسافات ودون تأخير أو إبطاء أو تجشّم في السفر والإنتقال، ولا شك بأن الفضائيات وشبكة التواصل الإجتماعي قد أدت خدمات جليلة وعظيمة للإنسانية، وهي وراء تلك الثورات الشعبية أو الإحتجاجات في عالمنا العربي وأدت إلى الإطاحة ببعض الزعماء بفعل ما تؤديه، فبعد أن كانت الجيوش هي المخولة والقادرة على الإنقلابات تغير الوضع في السنوات الأخيرة ليصبح التجييش وتجميع الأنصار لهدف محدد هو المعوّل عليه في إحداث التغيير المنشود والإنقلاب على الأوضاع السائدة وبجهد بسيط ومتواضع يتم من خلال طرق أصابع اليد على الجهاز السحري وبكبسة زر تصل إلى المعنيين بالثورة أو بالتحرك لإحداث أمر ما دون جنود أو دبابات أو احتلال الإذاعات وإعلان البيان رقم 1، ولا مشاحة في القول بأن ثورة الإتصالات من أروع وأعظم ما ابتدعه الإنسان فهي بالإضافة إلى دورها الحيوي والهام في التواصل السريع والآلي بين البشر فإن لها دوراً ريادياً وعظيماً في زيادة معلوماتهم وتوسيع مداركهم وإحاطتهم بكل جوانب الحياة ومعرّفة الآخر والوقوف على أوضاع العالم الصغير، دوله وشعوبه ولها الدور الخلاّق والمبدع في تثقيفهم وتوعيتهم واتساع أفق تفكيرهم والإجابة على تساؤلاتهم وهي بالتالي مدرسة وجامعة تعطي الثقافة الموسوعية وتلقن العلم بأنواره التي لا تخبو وتقدُّ حجب ظلام الجهل والأمية وترتقي بمستوى الإنسان وتسهم في قدرته على التكيّف والإندماج في المجتمع الإنساني الكبير بعيداً عن الإنغلاق والتقوقع والإنكماش والتعصّب والتعالي الأجوف على الآخرين ولقد أصبح الإعلام من خلال وسائل التواصل الإجتماعي أو من خلال الفضائيات الكبرى المنتشرة في أصقاع الأرض ضرورة حياتية لا غنى عنها فدورها لا يمكن حصره لأنه متعدد الجوانب متنوّع الرؤى ويمكن إستخدامها بأحسن ما يكون الإستخدام، أو الحط منها إذا كان الهدف الإساءة أو الترويج أو الكذب والتلفيق والإفتراء وإحلال المكروه والشاذ مكان المطلوب والمرغوب وهي سيف ذو حدين إذا ما استعمل في غير محله، وأخطر سلاح عرّفته البشرية بل وأقوى سلاح وهو الكلمة المكتوبة أو المسموعة أو المرئية ويظهر ذلك جلياً بما تؤديه هذه الوسائل وآثارها على كل صعيد، ويبقى دورها الإيجابي والفعّال والبنائي إذا ما استخدمت لصالح الإنسان بزيادة معرّفته ووعيه وإنسانيته وتنظيم دوره والحفاظ على كرامته وحقوقه اللصيقة به مصداقاً لقوله تعالى: ﭽ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﭼ [الإسراء: ٧٠]؛ لأن الهدف البعيد والتي تسعى إليه وسائل الإعلام، أو هكذا يجب أن يكون هو الإنسان في واقعه الراهن ومستقبله ليشارك بفعالية في صنع حياته فلا يكون كماً مهملاً أو رقماً فقط يضاف إلى الأرقام في التعداد العام في نهاية كل عام. ولا يتسع المقام للكتابة عن الإعلام بشكل عام بإسهاب؛ لأنه لا يخفى على اللبيب ما يؤديه ونحن نعيش معه ويعايشنا في كل لحظة، ولا يحتاج إلى الدلالة عليه فقد اخترق الحجب ولا يستطيع الوقوف أمامه شيء بعد أن انكشف كل شيء أمام سحره الخلاّق ولن يحدَّ من نشاطه أعظم القوى فالفضاءات الرحبة هي مكانه الطبيعي بعد أن حطّم الإنسان الأسوار التي تحدُّ من إتصالاته وتواصله فالصورة والكلمة تنتشر كالبرق في عنان السماء وبسرعة فائقة ومعجزة فلكية كلمح البصر أو أقل تحول دون اللحاق بها ولا تحتاج إلى جواز مرور أو إذن من أحد وحيث لا يمكن الإحاطة بالإعلام بشكل عام، ولكن هذا الكتاب قد تطرق حصرياً إلى الإعلام الإجتماعي. أي الإعلام الموجّه للإنسان بمراحله العمرية المختلفة، الإنسان في مجتمعه وفي أسرته وفي مدرسته وفي جامعته أو ناديه ومؤسسته أو جمعيته وحزبه أو نقابته وانخراطه بالعمل العام أو بأعماله الشخصية، الإنسان العامل والموظف أو المريض والمعوق، المرأة والرجل، الشاب والمسن؛ لأن النظرة إليه نظرة شمولية وتكاملية بإعتباره قاعدة المجتمع وركنه الأول والذي يتشكل من أفراد ومجموعات وجماعات فإذا كانت الأسرة هي الخلية الأولى والوحدة الأساس في المجتمع فإن الفرد فيها هو الركيزة والقاعدة ويحتاج بالتالي إلى النمو الفردي والتنمية والتأهيل ضمن المجموع ولا يتأتى ذلك إلا بالتنشئة السليمة والتربية القويمة. وتوجّه وسائل الإعلام إليه والتي لها التأثير الكبير عليه وتساهم في تحدّيد إتجاهاته وسلوكياته وكيف سيكون وبالذات على سبيل الإختصاص «الإعلام الإجتماعي» الموجّه للمجتمع لأنه من المجتمع وإليه ولكل فرد فيه فبالقدر الذي يحتاج فيه الإنسان إلى المأوى والغذاء والكساء وإلى العمل والإعتراف بشخصيته المنفردة كما جاء في الكتب السماوية والشرائع وفي دساتير الدول وقوانينها وفي المواثيق الدولية وإعلانات حقوق الإنسان، فإنه بحاجة ماسة إلى تنمية عقله وروحه وشعوره وضميره ونفسيته؛ لأن التنمية الإقتصادية ستظل شوهاء أو عرجاء أو بقدم واحدة إذا لم تصاحبها تنمية إجتماعية تنعكس على الإنسان نفسه في حاضره ومستقبله.وتستخدم وسائل الإعلام لتحقيق هذه الغاية التي ستؤدي حتماً إلى إنتماء هذا الإنسان لمجتمعه وبلده وبيئته فيعطي بلا حدود ويقدّم بلا منٍ أو أذى ويلتزم بواجبات المواطنة، إذ كيف نطلب من إنسان أن يعطي دون أن نقدّم له ما يعتبره حقاً له وبذلك تستقر قاعدة (كافة الحقوق لمن قام بجميع الواجبات) لأن التنمية أخذ وعطاء وبإتاحة الفرص والمساواة بين الجميع دون انتقاص من أحد أو عزل وتهميش أو إقصاء، وهي من الإنسان وله في المحصلة النهائية؛ لأنه الهدف الإسمى للتنمية والوسيلة الناجعة لها وركيزتها الأساسية وستنعكس عليه خيراتها وفوائدها ونتائجها في نهاية المطاف.والإعلام الإجتماعي إحدى الوسائل الأكثر نجاعة وأثراً في إعداد هذا الإنسان ومن هذه المبادئ استقر مفهوم الإعلام الإجتماعي كمنهج وأسلوب عمل توعوي وتثقيفي وتوجيهي التي أخذت به وزارة التنمية الإجتماعية بعداً هاماً لسنوات عديدة وبين أخذ ورد من النقاشات والحوارات المطوّلة والمسهبة حيث كان ابتداءً يفتقر ومما يؤسف له إلى قناعة المسؤولين إلى الحد الذي لم يؤخذ بمفهوم الإعلام كحاجة ملحة وضرورية بشكل عام وبقي العمل والنشاط الإعلامي مرّتبط حصرياً بنشاطات الوزير، وكانت الوزارة (الشؤون الإجتماعية) في الخمسينيات والستينيات لا تفتح شهية الإعلاميين للتعريف بها والتعرّف عليها لارتباطها بمفهوم (البقج) والإنحرافات، والمساعدة النقدية للمساكين والمعوزين والبائسين وبرعاية الفئات المهمشة غير السوية وغير الطبيعية الأخرى تحت السطح ولم تتطور في برامجها التنموية إلا بعد تغيير الإسم في بداية الثمانينيات من القرن الماضي إلى (التنمية الإجتماعية).وتعتبر جمعية الأخصائيين الإجتماعيين الأردنيين عندما كنت رئيساً لها في منتصف السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن الماضي السّباقة إلى وضع مفهوم الإعلام الإجتماعي موضع التنفيذ العملي حيث ابتدأ ذلك بالنشرة الإعلامية للجمعية التي تحوي أخبارها ونشاطاتها كل أربعة أشهر وحيث صدر منها ستة أعداد وتوج إعلام الجمعية بعد إتصالي بالأستاذ عرّفات حجازي رئيس تحرير جريدة الدستور الغراء في حينه –أطال الله بعمره- الذي وافق على تخصيص صفحة أسبوعية في ملحق الجريدة تحت عنوان (الخدمة الإجتماعية) إعتباراً من تاريخ 26/6/1976 واستمرّت لغاية تاريخ 28/8/1976 حيث صدر منها عشرة أعداد إلى أن توقف الملحق وقد شارك بالكتابة فيها بعض الزملاء أمثال د. فيصل غرايبة، د. وائل مسعود، وياسين هديب، ونجيب يونس، وداوود عبد القادر وغيرهم. كما انفردت بكتابة زاويتين فيها (كلمتنا، رأينا، كلمة ونص) واشتملت على كثير من المعلومات والبيانات والآراء والأفكار والمقالات في ميادين الخدمة الإجتماعية والعمل الإجتماعي وكانت بحق الصوت المعبر عن الأخصائيين والعاملين الإجتماعيين.أما المرحلة الثانية فتبدأ عندما وافق السيد فؤاد النمري صاحب ومدير عام جريدة الأخبار والأستاذ عبد الرحيم عمر المدير العام والسيد راكان المجالي رئيس التحرير على إتاحة الفرصة بإعطائي صفحة أسبوعية في الجريدة تحت عنوان الخدمة الإجتماعية صوت الحركة الإجتماعية ومنبر الفكر الإجتماعي، من المجتمع وإليه لأقوم بإعدادها وتحريرها وذلك إعتباراً من تاريخ 30/3/1980، حيث حفلت بكثير من المواضيع والمقالات الإجتماعية والتعريف بالعاملين الإجتماعيين وبالجمعيات الخيرية والتزمتُ بكتابة الإفتتاحية الأسبوعية كلمتنا وكذلك كل أسبوع وزاوية بلا رتوش التي جمعت مواضيعها في كتابي الأول (بلا رتوش آراء في المجتمع والحياة) الصادر عام 1982 وأردفته بالجزء الثاني حيث جمعت فيه ما كتبته في جريدتي الدستور والرأي.وقد حفلت الصفحة التي استمرّت لغاية 29/9/1980 ولحين توقفت الصحيفة عن الصدور بكثير من المواضيع والمقالات التي كتب فيها بعض الأخصائيين الإجتماعيين والكتاب وكما كتبت فيها مقالات عديدة متنوّعة جمعت في كتابي الموسوم بعنوان أفكار على طريق العمل الإجتماعي الذي صدر مؤخراً وأضفت إليه مقالات كتبتها في جريدة الرأي الغراء، ولا شك بأن هذا الزخم الإعلامي كان البداية التي أكدت على ضرورة إيجاد الطريقة الإعلامية الدائمة والتي من خلالها يصل الفكر الإجتماعي بمختلف أدواته وآلياته إلى الجمهور وإن كان لي شرف قصب السبق فيه والبدء بطرح مفاهيم الإعلام الإجتماعي منذ الثمانينات عندما كنت مديراً إعلامياً في كلية الخدمة الإجتماعية بعمان وقبلها مديراً للشؤون الإجتماعية بالزرقاء حيث طرأت الفكرة ونضجت أسوة بأوجه الإعلام المختلفة ومكملة لها (التنموي، الزراعي، الصناعي، الديني وغيرها) وكتبت فيها مراراً وتكراراً وطالبت بوضعها موضع التنفيذ العملي للضرورة والأهمية ثم كانت القناعة باستحداث قسم للإعلام بالوزارة الذي تطور إلى مكتب الإعلام تشرفت بوضع أسسه وتعليماته وجاءت الفرصة السانحة عندما تم تأسيس صندوق المعونة الوطنية عام 1986 فكنت أحد مؤسسيه وأميناً لسر مجلس إدارته بناءً على رغبة الوزير خالد الحاج حسن أطال الله بعمره الذي كلفني لأكون الناطق الإعلامي للصندوق وأثناء إجتماعات المجلس جددت الطرح بأهمية الإعلام الإجتماعي ضمن إحدى دوائر الصندوق في المركز الرئيسي بعمان فكانت الإستجابة وإقرار النظام الإداري الذي ضم الدوائر التالية:1. دائرة الشؤون المالية والإدارية.2. دائرة التأهيل والمعونة.3. دائرة التخطيط والمتابعة.4. دائرة الإعلام الإجتماعي (والتي أنيطت بها مهمة تغطية نشاطات وفعاليات الصندوق بوسائل الإعلام المختلفة وتنفيذ السياسة الإعلامية (والتي وضعها كاتب هذه السطور) وإصدار النشرات والكتيبات التي تُعنى بشؤون الفكر الإجتماعي وعقد اللقاءات والندوات والمحاضرات التوجيهية والتثقيفية وإعداد برامج إعلامية والعمل والإشراف على تشكيل اللجان الأهلية لدعم الصندوق وتوفير الموارد المالية اللازمة له وتوثيق الصلة مع المواطنين والمؤسسات والهيئات والتعاون معها لدعم توجّهات الصندوق وتلقي الشكاوي والإستفسارات والرد على تساؤلات المواطنين ووسائل الإعلام والتعاون مع المؤسسات والمراكز الإعلامية بما يخدم أغراض الصندوق وبرامج نشاطاته وخدماته).ولقد كان وأدت المديرية نشاطاتها وبرامجها بكل أمانة ومسؤولية وبعيداً عن الإثارة والترويج (البروبوغندا) وسيظهر ذلك في المحاور القادمة بشكل مفصل.وبناءً على رغبتي الملحة - ولكي لا تتقاذفني الأهواء في الوزارة والصندوق على أثر تعيين أمين سر جديد- رجوت الوزير الصديق الدكتور فواز طوقان الرجوع إلى مركز تنمية المجتمع المحلي الذي أتيت منه فلبى الرغبة مشكوراً وأعطيت المركز مرة أخرى من العمل المجدي والفكر الخلاّق ما تحدثت به الركبان حيث أصبح المركز على كل شفة ولسان.ثم جاءت رغبة الصديق أمين عام الوزارة (الدكتور محمد الصقور) متعه الله بموفور الصحة والعافية وزير التنمية الإجتماعية فيما بعد لأكون مديراً لمديرية الإعلام والتثقيف الإجتماعي فاجتهدت وأبدعت بتعاون الفريق العامل بالمديرية وتم وضع مهام المديرية وأقسامها وتغطية أخبار الوزارة بأسلوب تثقيفي وإعلامي وإصدار تقاريرها السنوية والتخطيط العلمي لبرامجها ونشاطاتها والتعاون الفعّال مع الإذاعة والتلفزيون لاستحداث برامج إعلامية خاصة بالوزارة.ولكن دوام الحال من المحال وأبديت رغبة بالعودة مرة أخرى إلى مركز تنمية المجتمع المحلي الذي وجدت فيه ضالتي للعمل والإبداع ولعب دور كبير في التوعية والإرشاد وخدمة وتنمية المجتمع بعيداً عن العسف والظلم الذي لحق بي في تلك الفترة. ثم جاءت الفترة الأكثر عطاءً وإبداعاً وإثراء حين اختارني الوزير الدكتور محمد الصقور أطال الله بعمره عام 1993 لأقود مرة أخرى مديرية الإعلام والتثقيف الإجتماعي، حيث يعزى الفضل لأهله في الدعم والتشجيع والتأييد والمباركة وبدون تحفظ، وهو أهل لكل ذكر حسن لا يمحوه الزمن وتم من خلاله وضع دعائم ومداميك الإعلام كما يجب وكان التطوير والإنطلاق إلى آفاق رحبة ومساحات واسعة وتفاعل منقطع النظير من المواطنين وتشارك مع وسائل الإعلام في البرامج المتنوّعة والتغطية الهادفة وإبراز الوزارة على كل صعيد وقد ظهر ذلك جلياً فيما قدمت مديرية الإعلام والتثقيف الإجتماعي خلال سنوات 93، 94، 95، 96، 97 والذي أثمر بتكريس دور المديرية وتخطي العقبات التي تعترض مسيرتها وتجذير مضامينها وأهدافها في الإعلام الموجّه المستنير والتثقيف الوطني والإجتماعي الهادف لبناء الإنسان.ولا غرو في ذلك لأن ابن الوزارة ومن تقلّد مناصب ومراكز عديدة وعمل في كل مجالات وميادين أعمالها وخدماتها ولديه القدرة والموهبة في التعبير والكتابة والتخطيط العلمي والإلمام التام بما تقوم به من برامج ونشاطات وأدوار هو الأقدر من غيره على تسلّم هذه الأمانة –أمانة الإعلام الإجتماعي والتثقيفي للوزارة- وإستقطاب الطاقات الفاعلة وشحذ الهمم الخلاّقة لتكون رديفاً لها في التغيير والتطوير، لا سيما وأنها من أكثر وزارات الدولة التصاقاً بالمواطنين وبالناس وهي تعمل معهم وبهم ومن أجلهم وبأمس الحاجة إلى الإعلام الموجّه إلى مختلف شرائح المجتمع.وليس هذا تفاخراً في غير محله كما يتصور البعض ممن لا خلاق لهم ومردوا على الطعن والإستصغار من الشأن والتعالي على الآخرين دون نتاج فعلي وأثر ملموس، بل هو الواقع في أسمى معانيه وأجمل صوره دون مكابرة أو ظهور أو تهميش أو ارتعاب أو تورم بل بشهادة المسئولين الذين أولوني الثقة والدعم اللامحدود، وكانت مباركتهم وتشجيعهم وإتاحة الفرصة للخلق والإبداع والتطوير أكبر الأثر وأعظمه فيما وصل إليه إعلام الوزارة وأخص بالذكر أصحاب المعالي م. خالد الحاج حسن ود. أمين مشاقبة ود. محمد الصقور والسيدة سلوى المصري ود. محمد خير مامسر مما جعل إعلام الوزارة وبرامجها التثقيفية وعلى أياديهم ومباركتهم وتشكيل اللجان الأهلية وفرق العمل التطوعيّة وفرق التوعية والتثقيف والتوجيه الإجتماعي وإحياء المناسبات الوطنية والإجتماعية والدولية نقلة نوعية ملحوظة مما ترك أثراً محموداً لدى الجمهور المستهدف وكافة المواطنين وعلى مختلف الصور، وكان التنسيق والتعاون المثمر والمجدي مع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية رائعاً في أعلى درجاته قطفت من خلاله الوزارة أينع الثمار ومرّت من خلال إعلامها بأنصع مراحلها الذهبية، كما كان لجهود وتفاني وإخلاص الزملاء العاملين في المديرية ما جعل الحلم حقيقة والطموح واقعاً معاشاً ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر د. عبد الله الطوالبة، د. منذر زيتون، ميلاد خوري، حنان عباس، حنان المفلح، محمود عليان، محمد خويلة، حسن البستنجي، سميحة العكور، محمد بني دومي، فأنا مدين لهم فيما وصلت إليه والتدرّج في ذرى النجاح لتعاونهم وتفانيهم وإخلاصهم في العمل والعطاء وأذكر بأعزّ ما لدي من ذكريات الإعلاميين النجباء سلامة محاسنة والمرحومة كوثر النشاشيبي وعصام زعبلاوي وعيسى محادين ومصطفى عيروط وحاتم الكسواني وشاكر حداد ومصطفى صالح وسهى كراجة وجمان مجلي وجرير مرقة ولانا مامكغ ولانا عطيات وأروى الزعبي وفخر عبندة وسناء علان وغيرهم الكثيرون من الإعلاميين والصحفيين الذين كان لهم اليد الطولى في التعريف بالإعلام الإجتماعي وتعزيز مفاهيمه ومنطلقاته وتغطية نشاطات الوزارة المختلفة عن طريق مديرية الإعلام بكل أريحية وتجرّد وإخلاص ودعم موصول من غير كلل ولا ملل ومن منطلق المشاركة بهذا الجهاد بالكلمة الصادقة الهادفة للوصول بالمجتمع الأردني إلى الأفضل والأمثل والحياة الكريمة.ومما لا شك فيه أن التخطيط والبرمجة المسبقة لنشاطات وبرامج المديرية كان وراء هذا الإبداع وإيصال رسالة الوزارة وكانت النتائج إيجابية وملموسة وثريّة عند التقييم، وهو ما دأبت المديرية عليه لوضوح الرؤية في العمل وقطف الحصاد الوفير في مدة زمنية قياسية.وكان الزخم الإعلامي المتعدد الجوانب والأدوات هو الذي مهّد الطريق لكي تصبح الوزارة في المكان اللائق بها والذي تستحقه عن جدارة من خلال التفاعل والتشارك الجماهيري الذي التف حولها إلتفاف السوار بالمعصم.والشكر الموصول لأهله أيضاً إدارة التلفزيون الأردني والإذاعة الأردنية ومديرها في حينه الصحفي الكبير هاشم خريسات ووكالة الأنباء الأردنية بجميع كوادرها وصحفييها اللامعين وإلى الصحف الأردنية الغراء الرأي والدستور والشعب والأسواق وغيرها وأخص بالذكر سهير بشناق ونايف المعاني ونايف المومني وهالا الحديدي وشفيق عبيدات وفارس شرعان وعبد المجيد أبو خالد وتوفيق عابد ونبيل عمرو وفوز الدين البسومي وخلود الجاعوني ورجا طلب وأسامة الرواجفة وفتحي العرقان وإياد الوقفي وعاطف درويش وسمير حجاوي ونظيرة السيد ونادية سعد الدين وعبد الحفيظ أبو قاعود وحمدان الحاج وخلود الخطاطبة ونيفين عبد الهادي وغيرهم العشرات، ولا بد في هذه العجالة من توجيه الشكر والتقدير إلى المحررين المسئولين في صحف الرأي والدستور والأسواق لما أولوني به «شخصياً» من إهتمام بنشر مئات المقالات التي كنت أرسلها إليهم وتخص العمل الإجتماعي والتنمية للتوضيح والتوعية ونشر الثقافة الإجتماعية ومنهم على سبيل المثال وليس الحصر عبد الله حجازي ومحمد خروب ويحيى محمود وأحمد الحسبان وعبد الكريم النقيب وأحمد شاكر وآخرون، وليعذرني أولئك الذين سهوت عن ذكرهم وإن لم يغيبوا عن الذاكرة وأقول ذلك للحقيقة والتي جمعتها بأكثر من كتاب من بينها (أفكار على طريق العمل الإجتماعي، في رحاب الفكر الإجتماعي، في محراب القضاء، من الذهن فكرة ومن كل روض زهرة، أفكار وخواطر من كل روض عاطر... وغيرها) وقد أصبح بعضها بين أيدي القراء الكرام فلقد كانوا بحق الجبهة المساندة للمديرية وتحملوا عبئ المراهنة على الوزارة لتكون عند حسن ظن الجميع بها منافحين عنها بالعزم والتصميم والقناعة التامة بدورها وبأهمية وجودها كضرورة من ضرورات الحياة ولا خلاف بأن إعلام الوزارة ومنهجية التثقيف الإجتماعي الذي دأبت المديرية على الإضطلاع به وتحمل مسؤوليته وتطبيقه في كل بقعة من الأردن الطهور قد أدى ثماره المرجوة ونتائجه الإيجابية الثريّة والقيّمة وأعطى للوزارة السمعة والمكانة، بعد أن نهشتها الألسن في فترة معينة فكان الإعلام بحق خط الدفاع الأول عنها يدرأ عنها كل افتئات وتشويه ومكروه وكم كنا نتمنى كعاملين إجتماعيين أن تكون لها الحظوة لتصبح من الوزارات السيادية الخمسة الأهم في الدولة ويُنظر إلى دعمها بالموازنة وبالمال اللازم وبالكادر الفني المؤهل لتقوم بواجبها ومهامها وتحقيق أهدافها الإنسانية النبيلة لا سيما وأن خدماتها وبرامجها موجّهة للإنسان حصرياً، وأنها الوحيدة من الوزارات التي تعطي ولا تأخذ، وهي بحق وزارة الإنسان لأنها تأخذ على عاتقها وتتحمل مسؤولية وواجب بناء هذا الإنسان وصنع حياته الآمنة من المثالب والإختلالات والمشكلات وتعمل على تماسك الأسرة وترابطها كوحدة أساسية بإعتبارها الخلية الأولى في المجتمع.ثم كانت النهاية المأساوية والمحزنة ومما يؤسف حين شطبت المديرية من قاموس الوزارة دون وجه حق بل بمزاجية مفرطة ورغبة من مسئول، ذهب كما ذهب غيره وبقيت الوزارة من غير حواسها الخمس التي ترى وتسمع وتدافع وتنافح (الإعلام الإجتماعي) وذلك بعد أن أحلت نفسي على التقاعد عام 1997 متوجّهاً شطر المحاماة كرسالة نبيلة ومهنة مقدسة، وفي إلغاء المديرية التي كنت أحسّ أن وجودها يعطيني الحياة وتسبغ على روحي نعمة البقاء، قضي الأمر وانتهت هذه النهاية المؤلمة والمؤسفة وهو خطأ فادح بل خطيئة لا تغتفر ارتكبت في حق الوزارة التي هي بحق وصدق بأمس الحاجة إلى الإعلام الإجتماعي الهادف والتثقيف المستنير بعد أن ارتبط بها ولفترة طويلة ارتباط الروح بالجسد، وكان الحريُّ بالمسئولين على تعاقبهم إيلاء هذه المديرية ما تستحق لضرورة إستمراريتها لأنها جاءت في وقت أحوج ما تكون فيه الوزارة إلى صوت يعبر عنها ويعرّف على خدماتها وبرامجها ومشاريعها وأنشطتها ودورها الخلاّق والأساس في خدمة وتنمية المجتمع وإلى إيلائها ما تستحق من عناية وإهتمام وإلى قلب ينبض بالحياة فيها والكادر الفني المؤهل والمدرب لا أن يتم وأدها وشطبها لتذهب أدراج الرياح، وكأنها لم تكن في يوم من الأيام ملء الإسماع والأبصار ومعقد الرجاء وخط الدفاع الأول عن وزارة التنمية –وزارة الإنسان-.وأضع بين أيدي القراء والمهتمين والإعلاميين والإجتماعيين هذا الكتاب بعيداً عن متاهات التنظير والتكلّس الفكري والجمود وفي أطر الإقتباس من الآخرين دون روية وإمعان نظر بالواقع المعيش حيث المواكبة العملية للفعل ورد الفعل، والذي فيه الخبرة والدرس والعبرة والأمل ويحتوي على الفكر والرؤية والتجربة الفعلية والواقعية في مرحلة الصعود والإبداع في فترة عصيبة ومفصلية من عمر الوزارة كان فيها الإنتماء والولاء لها هو المهيمن على أكثريّة العاملين فيها –وخاصة الإعلاميين منهم- وقد سلّموا الراية خفاقة للخلف ناصعة لا تشوبها شائبة، وقد أدوا الأمانة التي محّضوها حبهم والرسالة التي حملوها كما يجب أن تؤدى، فما وهنوا ولا استكانوا ولا تقاعسوا عن واجب وإلتزام بإخلاص وأريحية وصفاء نفس ونكران للذات. فإن أخطئوا فلهم أجر وإن أصابوا كان لهم أجران، وفي الحالتين ثواباً على ما فعلوا وقدّموا بتجرد وتفانٍ قلّ نظيره.وحول هذه المعاني السامية والرؤى النبيلة جاءت أجزاء هذا الكتاب ومحاوره ومباحثه بعيداً عن الفذلكة اللفظية والتنظير الممل والخيال الجامح لأنها من الواقع والخبرة بعفوية وبساطة دون تعقيد وغوص فيما لا يجدي ولا ينفع في التطبيق، ليعطي هذا العمل ثماره المرجوة ويحقق أبعاده وأغراضه، حيث الهدف البعيد من غير لبس ولا إبهام، فالواقع والتجربة وما ترك من أثر في المجتمع في ضوء ما أدى الإعلام الإجتماعي والتثقيف المجتمعي دوره الحيوي خلال مدة وجيزة لا تتعدى السنوات كانت الوزارة خلالها وبوسائل الإعلام المختلفة (المقروءة والمسموعة والمرئية) في بؤرة الإهتمام وعملية التواصل اليومي مع المواطنين في أماكنهم المعين الذي لا ينضب والزاد الذي لا ينقطع وهما ركنا الإصلاح والتنمية الشاملة المتكاملة والتطوّرالمنشود.والله أسأل التوفيق في كل خطوة خطوتها كانت وأيم الله في الصالح العام وتصبُّ في منهجية الوزارة التي أحببت وإليها انتميت، معتزاً ومفتخراً بها كأخصائي إجتماعي عاش فيها أزهى لحظات العمر حتى وإن صاحبها في بعض الأحيان المنغّصات والآلام وما توانيت لحظة ويشهد الله عن العمل في سبيل رفعتها ومجدها إلا مشيت فيه وسلكته عن قناعة وإيمان، (ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ) [الرعد: 17].وهاأنذا أقدم هذه الخبرة والتجربة خلاصة من فكر وذوال من قلم فلعل فيها الفائدة لمن يريد من الباحثين عن الحقيقة لتكون بين أيديهم جلية دون أصباغ أو رتوش.وألف مرحى للوزارة التي تعمل لخير الإنسان ومجده وكرامته وتعزيز حقوقه –أو هكذا يجب أن تكون- وزارة التنمية الإجتماعية لا بل بحق وزارة الإنسان. المحامي خليل البنا