ويركز هذا الإصدار على أحد المفاهيم المستحدثة التي ظهر ايضاً في أوائل التسعينات، وهو مفهوم "الأمن الإنساني"، الذي يتخذ من الفرد وأمنه في مواجهة كافة التهديدات، بما في ذلك تلك الموجه إلية من دولته ذاتها، محوراً لإهتمامه.ورغم أهمية المفهوم خاصة مع تصاعد الصراعات الداخلية في إطار الدولة، ونبل مقاصده، فقد وجه إليه العديد من الانتقادا...
قراءة الكل
ويركز هذا الإصدار على أحد المفاهيم المستحدثة التي ظهر ايضاً في أوائل التسعينات، وهو مفهوم "الأمن الإنساني"، الذي يتخذ من الفرد وأمنه في مواجهة كافة التهديدات، بما في ذلك تلك الموجه إلية من دولته ذاتها، محوراً لإهتمامه.ورغم أهمية المفهوم خاصة مع تصاعد الصراعات الداخلية في إطار الدولة، ونبل مقاصده، فقد وجه إليه العديد من الانتقادات أبرزها وأهمها أنه يفتح المجال للتدخل الخارجي في الشئون الداخلية للدول بدعوى حماية حقوق الإنسان وأمنه.فمن الثابت أن "مبدأ عدم التدخل" هو أحد المبادئ الأساسية للقانون الدولي، وتمت الإشارة إليه صراحة في ميثاق الأمم المتحدة وأكدت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في العديد من الاتفاقات الدولية.ومن ثم فإن بعض المحللين يرى أن طرح مفهوم "الأمن الإنساني" هو محاولة للتحايل على مبدأ عدم التدخل وإفتعال مبرر للتدخل في شئون الدول الداخلية لأسباب لا علاقة لها بأمن الأفراد أو المجتمعات ولكن لأسباب مصلحية بحتة.ولكن رغم واقعية هذه الانتقادات وصدقها في عديد من الحالات، يظل أمن الفرد وحماية مصالحة وحقوقه خاصة في مواجهة الدولة أمراً جديراً ليس فقط بالبحث والتحليل ولكن باحتلال مكانة متقدمة على الأجندتين القومية والدولية.