لسياسة الأميركية تجاه العراق وإنعكاساتها الإقليمية والدولية بعد نيسان 2003

في كتابه هذا، يسعى الدكتور خالد محسن اليعقوبي إلى تقديم مناقشة تحليلية واستشراقية حول طبيعة تعامل السياسة الأميركية مع العراق وانعكاسات هذه السياسة على الحكومات العراقية التي تشكلت بعد نيسان/أبريل عام 2003، فضلاً عن انعكاساتها الإقليمية والدولية، كما يستعرض أهم التطورات التي مرت بها هذه السياسة في تعاملها مع القضايا العراقية المختلفة ومستقبلها تجاه العراق.ولأنه لا يمكن عزل السياسة الأميركية تجاه العراق منذ حربها عام 2003م عن المشاريع الأميركية بالمنطقة مثل مشروع الشرق الأوسط الكبير وحماية مصالحها فيه كان لا بد من التعرف على الدوافع الحقيقية وراء المواقف الأميركية تجاه العراق من أجل تحديد السياسة الأميركية وأهدافها تجاه العراق والمنطقة، والتي كثيراً ما أثارت مواقفاً إقليمية ودولية متناقضة لارتباطها بكثير من القضايا الساخنة كالإرهاب وأسلحة الدمار الشامل وغيرها.وبهدف الكشف عن هذه السياسة يبحث اليعقوبي بطريقة حيادية بعيدة عن المواقف السياسية من أجل الوصول إلى نتائج علمية صحيحة وهو ما تفترضه طبيعة البحث الأكاديمي الرصين وقد وفق في ذلك على ما سنرى في هذا الكتاب.بدأ الدكتور اليعقوبي بالتعريف بالسياسة الأميركية في المنطقة وتجاه الشرق الأوسط بعد حرب الخليج الثانية 1991م. ثم تطرق إلى السياسة الأميركية تجاه العراق ودول الخليج بعد عام 1991م، ثم اقترب من أحداث 11 أيلول/سبتمبر عام 2001م وأثرها في السياسة الأميركية تجاه العراق، وتعمق في دراسة انعكاس السياسة الأميركية إقليمياً ودولياً ومنها الاستراتيجية الجديدة للناتو عام 2010، وختم بـ الصعوبات التي واجهت السياسة الأميركية في العراق... وصولاً إلى حكومة المالكي الأولى (حكومة الوحدة الوطنية) وحكومة المالكي الثانية (حكومة الشراكة الوطنية). وفي ختام الكتاب يصل اليعقوبي إلى نتيجة مفادها: "أن عدم نجاح الطبقة السياسية العراقية في الاستفادة من الدعم الدولي لها في إدارة الدولة بالشكل الذي يؤدي إلى قيام دولة مدنية حديثة ذات نظام ديمقراطي مؤسساتي في ظل ثورات ما يسمى بالربيع العربي، قد يذكي صراعاً طائفياً يؤدي إلى إعادة تقسيم جغرافية المنطقة طائفياً لما يمثله العراق من ثقل اجتماعي وديني واقتصادي وسياسي في المنطقة".