تسعى النخب في الدول النامية إلى خلق وعي زائف لدى المواطنين من خلال محاولات إقناعهم بأنه ليس في الإمكان أفضل مما كان، وأن الحكومات لا تخطئ الأمر الذي يزيد من خطورة الفساد وآثاره السلبية في تلك الدول. ويزيد في نفس الوقت من ضعف إمكانات القضاء عليه، ولأن الآليات التي تستخدمها الحكومة في الدول النامية بصفة عامة ومصر بصفة خاصة غير مؤث...
قراءة الكل
تسعى النخب في الدول النامية إلى خلق وعي زائف لدى المواطنين من خلال محاولات إقناعهم بأنه ليس في الإمكان أفضل مما كان، وأن الحكومات لا تخطئ الأمر الذي يزيد من خطورة الفساد وآثاره السلبية في تلك الدول. ويزيد في نفس الوقت من ضعف إمكانات القضاء عليه، ولأن الآليات التي تستخدمها الحكومة في الدول النامية بصفة عامة ومصر بصفة خاصة غير مؤثرة، لأنها تختزل الظاهرة من كونها ظاهرة بنائية تستلزم تغييراً جذرياً في كافة النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية إلى مجرد حالات فردية، يكفي فيها مجرد الكشف عن الرموز المتورطة في الفساد وملاحقاتهم، مع العلم بأن كثيراً ما تتم تبرئه بعض المتورطين في الفساد وخاصة من كبار المسؤولين لعدم كفاية الأدلة من ناحية، وإذا كانت الأدلة تكفي لعقابهم فإن القانون به من الثغرات ما يكفي أيضاً لتبرئتهم من ناحية أخرى.وهذا الكتاب هو محاولة للتعرف على ظاهرة الفساد في الدول النامية بصفة عامة مع التركيز الشديد على مجتمعنا المصري باعتباره وحدة التحليل الأساسية.وينقسم هذا الكتاب إلى جزأين أساسيين: الجزء الأول: تناول مفهوم الفساد واتجاهات دراسته في الدول النامية، ثم التركيز على مجموعة من القضايا الأساسية منها (أنماط الفساد واتجاهات تفسيره وعوامله والآثار الناتجة عنه. الجزء الثاني: تناول ثقافة الفساد في المجتمع المصري، وتم التركيز على مجموعة من القضايا الأساسية منها (المقصود بثقافة الفساد، عرض نماذج لحالات الفساد في المجتمع المصري، كيفية انتشار الفساد، التحليل السوسيولوجي للفساد وأخيراً أساليب مواجهة الفساد في المجتمع المصري).