نبذة النيل والفرات:منذ ربع قرن أو يزيد، ظهر اتجاه جديد في مجال الدراسات التاريخية، وهو الاتجاه إلى دراسة التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والفكري، وليس التركيز على المجال السياسي دون غيره، وذلك لإثراء الدراسات التاريخية في مختلف المجالات، وفي إطار هذا الاتجاه الجديد، درس الأستاذ: حمد محمد القحطاني، موضوع: "الأوضاع الاقتصادية والاجتم...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:منذ ربع قرن أو يزيد، ظهر اتجاه جديد في مجال الدراسات التاريخية، وهو الاتجاه إلى دراسة التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والفكري، وليس التركيز على المجال السياسي دون غيره، وذلك لإثراء الدراسات التاريخية في مختلف المجالات، وفي إطار هذا الاتجاه الجديد، درس الأستاذ: حمد محمد القحطاني، موضوع: "الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في إقليم الحجاز 1297-1323هـ/ 1880-1905م"، في بحثه الذي تقدم به إلى كلية الدراسات العليا، جامعة الكويت، برنامج التاريخ الحديث، وقد أثبت الباحث جدية وتميزاً في دراسة هذا الموضوع أهلته للحصول على درجة الماجستير في التاريخ الحديث.وقد تتبع الأستاذ حمد محمد القحطاني، أحوال الشرافة في عهد الشريف عبد المطلب بن غالب، في شرافته الثالثة، وفي عهد الشريف عون الرفيق بن محمد بن عون 1299-1323هـ/ 1882-1905م، وعلاقة الأشراف بسكان الحجاز، في ظل حكم الدولة العثمانية، وأحوال السكان الاقتصادية والاجتماعية، والتنافس بين الأشراف، وساد الظلم في عهد الشريف عون الرفيق، وانتقدت الصحف العربية والأجنبية سياسية الشريف عون، وشارك أمير الشعراء أحمد شوقي في وصف الوضع الشيء الذي ساء إقليم الحجاز في عهد هذا لشريف.ثم درس بعلمية وجدية الزراعة والرعي، في ظل النظم والقوانين العثمانية، وكيف أن الزراعة لم تف بحاجة السكان الاستهلاكية، ولذا فإنه كان يتم استيراد الحبوب من مصر، والبصرة، والهند، ودول أوربا، أما المراعي فكان يستفيد منها البدو كمراع للإبل والأغنام، وكانت التجاربة قائمة بين إقليم الحجاز والحبشة وسواكن ومصر وزنجبار وسومطرة، وأندونيسيا، وأقليم الدولة العثمانية، ودول من آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وكانت التجارة تزدهر في موسم الحج، كما درس الصناعات اليدوية التي كانت قائمة آنذاك.أما الأوضاع الاجتماعية، فقد درس فيها السكان في المدن، والقبائل العربية تركيبتها، ودور هذه القبائل في الاضطرابات الأمنية، كما درس العادات والتقاليد التي سادت في إقليم الحجاز في تلك الفترة.وقد اعتمد الباحث في رصده للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على مصادر أصلية مثل الوثائق العثمانية، ومنشورة، وغير منشورة، ومخطوطات تتعلق بالأوضاع في تلك الفترة، ومراجع عربية ومترجمة، ورسائل علمية غير منشورة، ورجع إلى عدد من الموسوعات والقواميس والأطالس، والحوليات والدوريات والمجلات العلمية والصحف، كما اعتمد على الوثائق البريطانية المنشورة، ورسائل علمية باللغة الإنجليزية، وبعض المراجع الأجنبية.