المياه الذكية

مدخل الرواية :- هيا انهض معنا. - أجاب . د. أحمد منزعجاً :- يا إلهي من أنتم وماذا تريدون منى؟ في هذه الاثناء تذكر د. أحمد كبار العلماء المصريين الذين تم اغتيالهم مثل العالم يحى المشد عالم الذرة الذي عمل بالتدريس في كلية التكنولوجيا ببغداد عام 1975، كما عمل بهيئة الطاقة الذرية. واغتيل في باريس أثناء إجراء مفاوضات حول مفاعل نووي فرنسي للعراق.وسميرة موسى عالمة الذرة التي قُتلت في أمريكا.وسعيد السيد بديرالذي توصل من خلال أبحاثه إلى نتائج متقدمة جعلته يحتل المرتبة الثالثة على مستوى 13 عالما فقط في حقل تخصصه النادر في الهندسة التكنولوجية الخاصة بالصواريخ.والعالم. جمال حمدان عالم الجغرافيا الشهير.قطع أحدهم شروده.قائلاً:لاتفكر كثيراً، فليس مهم أن تعرف من نحن.أما.. ماذا نريد؟فأنت تعلم جيدا ماذا نريد؟ .فقال د. أحمد:إن كنت لا أعرفكم فكيف أعرف ماذا تريدون؟!فقال أحدهم:عموما إذا كنت تتذاكي، فسوف نقصر عليك الطريق ونخبرك بما نريد، وليكن ذلك أخر شىء تطلبه قبل موتك، وذلك طبعا إذا لم تخبرنا ما نريد معرفته بالضبط.واستطرد:الأمر ببساطة مرتبط بأبحاثك الأخيرة عن المياه، لقد علمنا ذلك من مصادرنا الخاصة حتى لا تتعب نفسك في التفكير.وكل ما نريده هو معرفة ما توصلت إليه فربما يمكننا الاستفاده به، فنحن كما تعلم نحب دائما الاستفادة من الآخرين أرادوا ذلك أم أبوا.فتمتم د. أحمد في نفسه قائلا:حتى أبحاثى السرية علمتم بأمرها، ولكني أبدا لن أمدكم بحرف واحد مما توصلت إليه.ثم قال لهم:أنا أحب دائما التعاون مع الآخرين خاصة الذين يتميزون بالقوة، ولكني فقط أريد أن أعرف ماذا لو لم نتفق سويا وكان هناك خلاف في وجهات النظر بيننا كيف ستتصرفون؟فضحك أحدهم بسخرية قائلاً:لا شىء، سوف نقتلك بكل بساطة ثم سيعرف العالم بعد ذلك أن أحد العلماء المصريين المهمين في مجال الكيمياء الجزيئية قد تم اغتياله بواسطة عناصر مجهولة. وكما تعلم لن يحدث شىء بعدها. وتابع كلامه بسخرية:وللعلم أيضا لقد قررنا أن نقتلك بالمياه على أعتبار أنها آخر المواد التي أجريت عليها أبحاث كنوع من الترفيه والتجديد، وسنحصل على الأبحاث التي نريدها.كانت نبرة الصوت التي تتسمم بالبرود والثقة الزائدة هى التي دفعت د. د. أحمد إلى أن يمارس معهم حيلة تخلصه منهم.فقال:تعجبنى هذه الثقة التي تتحدثون بها، ولكني أراها مفرطة بعض الشىء، لأني ببساطة لن أتخلى عن أبحاثى ببساطة، وبدون مقابل فهذا جهد سنين وجهد فريق، فريق كامل من العلماء في مجالات مختلفة.فقال أحدهم:نحن نتفهم ذلك وقد أُمِرنا أن نلبي كل طلباتك ليس وحدك بل أنت وفريقك بكامله، بل وأكثر من ذلك لقد جهزنا سيناريو يخرجك أنت وفريقك من هذا المأزق مع حصولكم على كل ما تطلبون، وبذلك يستمر التعاون بيننا وتستمر استفادتكم أنتم أيضا.نهاية الرواية أشار المنسق العام للفريق إيحاء لهم بأنه يريد أن يقول شيئا فصمت الجميع فقال:لقد بدأنا للتو أول طريق العزة والرفعة والتقدم وبناء حضارة تليق بالتاريخ الحضاري لنا كشعب متعدد الحضارات على مر التاريخ وهناك الكثير من التحديات فهناك مشكلة الأمن المائي وما يتهددها من عزم بعض دول حوض النيل بإقامة سدود على النيل مما يؤثر بالطبع على حصة مصر من مياه النيل أي أن هناك اعتداء على حقوقنا، وهناك محاولات دبلوماسية لإقناع هذه الدول بالعدول عن هذه الفكرة ولكننا مطالبون دائما بأن نكون مستعدين لأية احتمالات أخري ومنع أي إعتداء على حقوقنا.فقال د. أحمد:لا تقلق ما دام لدينا "المياه الذكية"وهذه العقول والقلوب المخلصة أبدا لن يخيفنا شىء.وجاء يوم الجائزة رئيس الدولة يكرم الفريق بأرفع الأوسمة ويحمل أعضاء الفريق د. د. أحمد و د. رؤوف ويقذفون بهم في الهواء في منظر رائع.نعم إنه النجاح ما أجمله وما أحسنه وهل خُلق الأنسان إلا لعبادة الله وإعمار الأرض وهل هناك ما هو أفضل من منع المفسدين من أن يفسدوا في الأرض.عاد د. أحمد إلى منزله، فاستقبلته أمه وأخته بالأحضان وجو السعادة يرفرف على البيت حقا ليس هناك أروع من أن يعيش الأنسان في جو نقي يملئه الحب.