إن ما يقدمه هذا الكتاب في فصوله عن قصة الأنتروبولوجيا ليس إلا محاولة أولية، ومتواضعة، يجب أن تستكمل بمزيد من البحث والتحليل والمتابعة. إن من بين الأهداف التي يحاول هذا الكتاب تحقيقها، أن يوضح للقارئ كيف أن الأنتروبولوجيا –كفرع من فروع المعرفة- لم تنشأ مستقلة عن التطور العام للمعرفة وعن أحداث العصور المختلفة ومتطلباتها. فالمعرفة ...
قراءة الكل
إن ما يقدمه هذا الكتاب في فصوله عن قصة الأنتروبولوجيا ليس إلا محاولة أولية، ومتواضعة، يجب أن تستكمل بمزيد من البحث والتحليل والمتابعة. إن من بين الأهداف التي يحاول هذا الكتاب تحقيقها، أن يوضح للقارئ كيف أن الأنتروبولوجيا –كفرع من فروع المعرفة- لم تنشأ مستقلة عن التطور العام للمعرفة وعن أحداث العصور المختلفة ومتطلباتها. فالمعرفة التاريخية تجعلنا قادرين على النظر إلى الحضارة الإنسانية باعتبارها نتاجا للواقع الإنساني المتطور، وتدفعنا إلى البحث في الماضي من أجل أن نتعرف فيه على ماضي الحضارة الإنسانية ودلالتها. وإذا كان الوعي التاريخي يبدو لنا اليوم كعنصر طبيعي وجوهري في ثقافتنا، وإذا كان ذلك قد ينسينا أن هذا الوعي حديث النشأة، فإن هذا كله لا ينبغي أن يؤدي بنا إلى إغفال أهمية هذا الوعي –عند بداية نشأته- في تاريخ الثقافة الإنسانية، وفي الدور الهام الذي لعبه في التمهيد لنشأة العلوم الإنسانية.