العلم علم مهما تكن هويته, ومهما تعددت مشاربه, وتنوعت منابعه, مع اتحاد موارده على ابتغاء رضى الله, فإنه يزكو, ويربو مع إخلاص القلب, وإعمال الجوارح, والسعي به وراء إدراك الكمالات في الأسلوب, والمنهج, والصورة, وإبداع في روح المعاني التي تسمو إلى مدارج العلا...فجزى الله الأستاذ الكريم حسين علي البكار على مجموعته القصصية الأدبية التي...
قراءة الكل
العلم علم مهما تكن هويته, ومهما تعددت مشاربه, وتنوعت منابعه, مع اتحاد موارده على ابتغاء رضى الله, فإنه يزكو, ويربو مع إخلاص القلب, وإعمال الجوارح, والسعي به وراء إدراك الكمالات في الأسلوب, والمنهج, والصورة, وإبداع في روح المعاني التي تسمو إلى مدارج العلا...فجزى الله الأستاذ الكريم حسين علي البكار على مجموعته القصصية الأدبية التي لا تخلو قصة إلا وفيها عبير من العبر, ولا فقرة إلا وفيها جمال وجلال تنمو عن إحساس مرهف باختيار الكلمات البديعة, وافق بلا حدود, ولا سطر إلا وبه كلمات تناشد أرباب العقول إلى مدارك الجمال.فهذه المجموعة القصصية لآلاء درية نثرت على صفحات فضية, ضمن طيات كتاب فيها من الحنين, ولواعج القلب ما تذرف منه العيون, وفيها الفكاهة التي تبهج النفوس, وفيها الماضي الجميل, وذكريات تعبق بأشجان حارات منبج القديمة, التي تنقلك عبر أثير يمتزج فيه الشوق, والحنين إلى أيام خوالي سطرت في دفتر الذكرى أجمل الحكايات, لتنتقل بالقارئ إلى أجواء مشحونة بصور الأبواب ذات المسامير الكثيرة, والأسواق العتيقة, وخزان ماء التبة, وبيوت الحضر القديمة, وأقمار من وراء ظلام مدلهم حالك.فمتصفح هذا السفر يرحل مع كل قصة, ليعيش ويتعايش مع حبكتها الفنية, ليجد نفسه ضمن قالب حدد له, ليرحل به إلى فضاءات روحه, وإلى ما استشفت روحه الوصول إليه.