يتطلب الحديث عن إيران قبل حكم محمد مصدق كرئيس للوزراء التطرق إلى جغرافية هذا القطر الإسلامي الآسيوي الشرق أوسطي، ثم الحديث عن بدايات اكتشاف البترول في إيران، ذلك أن البحث يتناول فترة حكم محمد مصدق من عام 1951 إلى عام 1953م وتأميم البترول الإيراني وانعكاسات عملية التأميم على الأوضاع الداخلية في إيران والعلاقات الخارجية.وللحديث عن...
قراءة الكل
يتطلب الحديث عن إيران قبل حكم محمد مصدق كرئيس للوزراء التطرق إلى جغرافية هذا القطر الإسلامي الآسيوي الشرق أوسطي، ثم الحديث عن بدايات اكتشاف البترول في إيران، ذلك أن البحث يتناول فترة حكم محمد مصدق من عام 1951 إلى عام 1953م وتأميم البترول الإيراني وانعكاسات عملية التأميم على الأوضاع الداخلية في إيران والعلاقات الخارجية.وللحديث عن جغرافية إيران يتطلب التعرف على الموقع والسطح، كما يتطلب تناول السكان وعرقياتهم واللغة التي يتحدثون بها والمذاهب الدينية التي يعتنقونها إلى جانب نشاطهم الاقتصادي الذي يمارسونه، كما يتناول التأثيرات الثقافية التي وفدت إلى الإيرانيين مع دخول الإسلام إلى بلادهم وتأثير اللغة العربية في اللغة الفارسية لغة الإيرانيين.كما أن الحديث عن تاريخ إيران قبل عام 1951م يتطلب الرجوع إلى عهد الأسرة الصفوية التي حكمت من عام 1500م واتخذت التشيع لعلي بن أبي طالب وبنيه مذهباً دينياً يخالف مذهب أهل السنة، واضطهدت أهل السنة داخل إيران، وضمت العراق إليها عام 1508م، ودخلت في صراع مع الدولة العثمانية السنية المذهب استمر طوال حكم الدولة الصفوية لإيران وكان العراق أثناءها ميداناً لهذا الصراع.كما أن تاريخ إيران الحديث امتد بعد انهيار الأسرة الصفوية ليحكم إيران حكام آخرون مثل نادر شاه وخلفاؤه ومثل الأسرة القاجارية التي ظلت في الحكم حتى الحرب العالمية الأولى عندما أنهى الجنرال رضا بهلوي حكم هذه الأسرة ليقيم حكماً آخر هو حكم الأسرة البهلوية التي بدأت به وانتهت بابنه الشاه محمد رضا بهلوي والتي حدثت في عهده أحداث جسام مثل حركة محمد مصدق الوطنية وآخرها قيام الثورة الإسلامية عام 1979م بزعامة آية الله الخميني التي أنهت حكم الأسرة البهلوية لإيران.وفي هذا الفصل التمهيدي لابد أن نشير إلى بدايات ظهور البترول في إيران باعتباره الأول في الاكتشاف والاستغلال في منطقة الشرق الأوسط، ونشاط الإنجليز الذين كان لهم النفوذ الأعلى في جنوب إيران للبحث عن البترول واستخراجه واحتكار التجارة فيه من خلال الشركة الأنجلو فارسية.ونتيجة للاحتكار الإنجليزي لبترول إيران واستغلاله لمصلحة إنجلترا، فقد أضيرت إيران من هذا الاحتكار والاستغلال مما جعل الإيرانيون يشعرون بالاستياء خاصة بعد أن أصبحت شركة البترول الأنجلو فارسية دولة داخل الدولة، ولمجلس إدارتها نفوذ كبير لدى شاه إيران ولدي وزرائه قبل عام 1951م.كل هذا سوف نفصله – إن شاء الله – في صفحات الكتاب