لم تكن مسألة الدعاء والتوسّل من المواضيع الجديدة والطارئة على الإنسان، بل هي قديمة يقدمه على سطح هذا الكوكب، فما إن تحيط به الدواهي من كوارث طبيعية أو حروب طاحنة، لاذ بالدعاء والتوسّل إلى الله سبحانه وتعالى، أو إلى مَن يعتقد بصلاحه، لاجئاً إليه، مستغيثاً به، فيطلب إليه حاجته.وبهذه النظرة تكون المسألة مركوزةً في ضمير الإنسان وفطر...
قراءة الكل
لم تكن مسألة الدعاء والتوسّل من المواضيع الجديدة والطارئة على الإنسان، بل هي قديمة يقدمه على سطح هذا الكوكب، فما إن تحيط به الدواهي من كوارث طبيعية أو حروب طاحنة، لاذ بالدعاء والتوسّل إلى الله سبحانه وتعالى، أو إلى مَن يعتقد بصلاحه، لاجئاً إليه، مستغيثاً به، فيطلب إليه حاجته.وبهذه النظرة تكون المسألة مركوزةً في ضمير الإنسان وفطرته، وليس ثَمّة حرج ولا معارضة لمنطق العقل والإيمان، وقد مارسها الإنسان في كلّ مراحله، ولم تقتصر عليها طائفة دون أخرى أو أُمّة بمعزل عن غيرها.والأمر نفسه يجرى في مسألة التوسّل إلى الله سبحانه بالأنبياء والأولياء في حال حياتهم ومماتهم طالما يصبّ في إطار ما أمر الله به، ولم ينه عنه، إذ يعدّ إمتداداً للتوسّل إليه سبحانه.وهذا الكتاب يكشف عن معنى التوسّل وطلب الحاجة إلى الله سبحانه وتعالى بأوليائه، ويثبت بالأدلّة الشرعية المعتبرة عند الجميع صحّة هذا العمل، بل إستحبابه، وأن ليس ثَمّة حرمة ولا كراهة فيه.