بقى أمر الإمامة في الفكر الإسلامي قديمه وحديثه من أهمّ ما سلّت لأجله الأقلام، وسُودّت لأجله الصحائف، وهذا الكتاب هو محاولة يهدف مؤلّفها إلى معالجة موضوع القيادة في الفكر الإسلامي وإعادة البحث في إشكاليّاته، وهو محاولة من المحاولات التي تهدف إلى تقديم نظرية السلطة وبنائها على أسس فقهية، وذلك إنطلاقاً من أنّ الفقه هو علم إدارة الح...
قراءة الكل
بقى أمر الإمامة في الفكر الإسلامي قديمه وحديثه من أهمّ ما سلّت لأجله الأقلام، وسُودّت لأجله الصحائف، وهذا الكتاب هو محاولة يهدف مؤلّفها إلى معالجة موضوع القيادة في الفكر الإسلامي وإعادة البحث في إشكاليّاته، وهو محاولة من المحاولات التي تهدف إلى تقديم نظرية السلطة وبنائها على أسس فقهية، وذلك إنطلاقاً من أنّ الفقه هو علم إدارة الحياة الإنسانية في مختلف مجالاتها.وبعبارة أخرى؛ تبتني مثل هذه الدراسات والأبحاث عند من يؤمن بها على أن لكل مجتمع وبيئة ثقافية منظومتها الفكرية والثقافية التي من حقّها إستثمارها للتنظير لكل شؤون حياتها.والفقه الإسلامي في مصادره الأساسيّة معين ثرّ، وتربة خصبة لإستيلاد النظريّة منها، على صعد عدّة، كصعيد التنظير للسلطة السياسية، فعندما نرى أن التراث النصيّ الفقهيّ يحتضن في أحشائه مجموعة من النصوص التي تكشف عن تصدي الدين للحديث عن موضوعات لها صلة بالنظام السياسي، يجب على الفقيه في مثل هذه الحالة أن ينظر في هذه النصوص ويعيد الفكر فيها؛ لإكتشاف دلالاتها ومعرفة مقاصدها وغاياتها للإجابة عن أسئلةٍ من قبيل: ما هو التصوّر الدينيّ لرأس السلطة في المجتمع الإسلاميّ؟.وما هي شروطه ومواصفات الشخص اللائق بتولّي هذا المنصب؟ ما هي حدود صلاحيّات الحاكم الإسلامي وما الذي يرسم حدود سلطته على الشعب؟ ما هو الدور الذي تؤدّيه الأمّة في مجال إختيار رأس هرم السلطة في النظام السياسيّ الإسلاميّ؟.هذه الأسئلة وما يشبهها في مركزها ومحورها، هي محور هذه الدراسة التي نقدّمها للقارئ العربيّ في وقتٍ ما زال سؤال السلطة فيه مهمّاً، إن لم يكن قد زاد أهميّة، بعد تجاربٍ ما بات يُعرف بالربيع الإسلاميّ أو الربيع العربيّ، تبعاً للموقف الذي يتّخذه الناظرون إلى هذه الأحداث التي تعصف بالأمّة.