أحكام الطائرة في الفقه الإسلامي (دراسة مقارنة بين الشريعة والقانون)

إن عظمة الشريعة الإسلامية تكمن في قدرتها على استيعاب القضايا مهما كانت جديدة، وعلى حل المشاكل مهما كانت معقدة، وعلى إيجاد البديل أو البدائل للنوازل على الرغم من جدتها وحداثتها. وعصرنا الحاضر هو عصر التطوير، والمستجدات بكل ما تعنيه هذه الكلمة في مختلف مجالات الحياة: في الصناعة والتقنيات والمواصلات والاتصالات.ومن هذه المستجدات: الطائرات، وما يتعلق بها من مسائل: النقل، والضمان للركاب والأمتعة، وكذلك مسائل الطهارة، والصلاة، والقبلة، والصيام، والحج, إذا تم كل ذلك عن طريق الطائرة، إضافة إلى نقل الخمور ونحوها من المحرمات، ناهيك عن الأحكام المتعلقة بطاقم الطائرة، وخطفها، وما يترتب على ذلك من الضمان والعقوبات.فهذه المسائل الجديدة المعاصرة في عالم الطيران تعتبر في غاية من الأهمية، نظراً للحاجة الماسة إلى معرفة أحكامها الشرعية، وضوابطها الفقهية، لأن السفر بالطائرة أصبح اليوم شائعاً لا يستغني عنه معظم الناس.وقد تصدى لبيان هذه الأحكام الأستاذ حسن بن سالم البريكي، في هذه الرسالة القيمة "أحكام الطائرة" التي تسعى إلى تحقيق الأهداف التالية: أولاً: التعريف بسماحة الإسلام وبيان ما في شريعته من اليسر ورفع الحرج. ثانياً: إثبات صلاحية الأحكام الشرعية لكل ما يستجد من قضايا ومشكلات. ثالثاً: تلبية حاجة المسلمين إلى معرفة أحكام الطائرة لأن بعضها يتعلق بأركان الإسلام. رابعاً: اختلاف أحوال الناس في هذه الحياة، فمنهم المقيم ومنهم المسافر، ومنهم من يكون معذوراً عن أداء العبادة على وجهها الأكمل لسبب خاص، كعدم إمكانية القيام في الصلاة على الراحلة ونحو ذلك، فكان من المناسب تحلية هذا الأمر. خامساً: بيان أن الأصول والقواعد الشرعية هي الضابط المنهجي لشرعية الأمور المستجدة.وهكذا فقد سعت الدراسة للإجابة على الأسئلة التالية: 1-هل يمكن أداء الشعائر التعبدية في الطائرة؟ 2-ما حكم ركوب الطائرة في السفر للحج؟ 3-هل لسير الطائرة في الجو أثر على خيار المجلس؟ 4- ما حكم التأمين على الطائرة؟ 5-ما هي أحكام الضمان للأشخاص والأشياء؟ 6-ما هو التكييف الفقهي للنقل بالطائرة؟ 7-ما حكم الشفعة في الطائرة؟ 8-ما حكم اختطاف الطائرات؟