هذا الكتاب المهم عن العلاقات المصرية الحجازية فى القرن الثامن عشر، وهو في الأصل رسالة علمية أعدها الباحث حسام محمد عبد المعطي، وحصل بها على درجة الماجستير في التاريخ الحديث، ومن هنا يتوافر فيه الشروط العلمية للبحث التاريخي.وكما يتضح من الكتاب، فإن العلاقة بين مصر والحجاز علاقة قديمة، قد برزت في العصر العثماني بسبب الوضع الخاص لم...
قراءة الكل
هذا الكتاب المهم عن العلاقات المصرية الحجازية فى القرن الثامن عشر، وهو في الأصل رسالة علمية أعدها الباحث حسام محمد عبد المعطي، وحصل بها على درجة الماجستير في التاريخ الحديث، ومن هنا يتوافر فيه الشروط العلمية للبحث التاريخي.وكما يتضح من الكتاب، فإن العلاقة بين مصر والحجاز علاقة قديمة، قد برزت في العصر العثماني بسبب الوضع الخاص لمصر في الإمبراطورية العثمانية، الذي دعا الدولة العثمانية إلى الاستعانة بها في تنفيذ سياستها في البحر الأحمر بصفة عامة، وفي الحجاز بصفة خاصة، فضلاًَ عن الدور الذي لعبته الأوقاف المصرية المحبوسة على الحرمين الشريفين، وقافلة الحج المصرية. وقد قدم الباحث لبحثه بدراسة شاملة للعلاقات التاريخية التي ربطت بين مصر والحجاز ودخول البلدين تحت السيادة العثمانية، واختصاص مصر تعيين أمراء مكة، واعتماد الدولة العثمانية عليها في حسم الصراع بين إشراف مكة، ودور مصر في حفظ الأمن والنظام في الحجاز، كما تعرض للدور الذي لعبه الحجازيون في الدفاع عن مصر ضد الحملة الفرنسية.وانتقل لمعالجة الحركة التجارية بين البلدين بعد اكتشاف طريق رأس الرجال الصالح، والحركة الملاحية بين الموانئ المصرية والحجازية، ومحاولات الدول الأوروبية اختراق التجارة العربية، والمصالح التجارية التي ربطت بين شريف مكة وقادة الحملة الفرنسية في مصر. وتناول الباحث موكب الحج المصري والدور الاقتصادي الذي لعبه في تنمية العلاقات والروابط السياسية والاجتماعية والفكرية بين مصر والحجاز، كما تناول المخصصات المصري للحجاز، والأوقاف الضخمة التي أوقفها السلاطين والباشوات والأهالي على الحرمين الشريفين. واختتم الباحث بحثه بفصل تناول فيه العلاقات الثقافية والفكرية والاجتماعية بين مصر والحجاز وحركة الانتقال والهجرة بين البلدين، وقد اعتمد في دراسته على مجموعة كبيرة من المصادر الأولية الموجودة في الأرشيفات العديدة، مثل دار الوثائق القومية، وأرشيف الشهر العقاري.