عرف الصينيون الوخز بالإبر قبل الميلاد بخمسة قرون، وكما تشير الوثائق المدونة بالمتاحف الصينية، فإن اكتشاف هذا النوع من التداوى كان على موعد مع صدفة عجيبة يندر أن تحدث إلا مرة واحدة فى تاريخ البشرية، فقد أصيب جندى فى الجيش الإمبراطورى الصينى فى إحدى الحروب بسهم نافذ فى صدره، وبعد علاجه لاحظ هذا الجندى أن الأمراض التى كان يعانى منه...
قراءة الكل
عرف الصينيون الوخز بالإبر قبل الميلاد بخمسة قرون، وكما تشير الوثائق المدونة بالمتاحف الصينية، فإن اكتشاف هذا النوع من التداوى كان على موعد مع صدفة عجيبة يندر أن تحدث إلا مرة واحدة فى تاريخ البشرية، فقد أصيب جندى فى الجيش الإمبراطورى الصينى فى إحدى الحروب بسهم نافذ فى صدره، وبعد علاجه لاحظ هذا الجندى أن الأمراض التى كان يعانى منها قبل الإصابة قد اختفت، كما لاحظ أن بعض المناطق على سطح الجسم انعدم فيها الإحساس بالألم رغم بُعدها عن مكان الإصابة.التقط الحكماء والأطباء الصينيون القدامى الخيط، فى بادرة قدمت للبشرية لاحقًا أعظم الاكتشافات الطبية على مر العصور، وهى الإبر الصينية.وتقوم فلسفة العلاج بالإبر الصينية على وجود قوة خفية تمنح الحياة للكائنات وتساعدها على النمو وتمنحها الطاقة.وقد اعترفت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا رسميًّا بالإبر الصينية كعلاج هادف وفعّال بحلول عام 1979، وقد تم عقد أول مؤتمر عالمى لهذا النمط العلاجى فى الصين فى العام نفسه، ثم توالت المؤتمرات العلمية تباعًا لدراسة وتعميم هذا الأسلوب العلاجى فى شتى أنحاء العالم. أما فى مصر، فقد بدأ انتشار هذا النوع من العلاج فى عام 1971، وانتشر بعد ذلك فى كافة أنحاء الوطن العربى.إن السبب الأساسى من وراء كتابى هذا هو إماطة اللثام عن هذه الطريقة العلاجية القديمة الاكتشاف والحديثة فى إنجازاتها العلاجية. وأيضًا العودة إلى الأساليب الطبيعية للعلاج وعدم الاعتماد الكلى على الدواء الكيميائى ـ والذى أصبح ضرورة ملحة ـ فظهور الآثار الجانبية للتقنية الحديثة، والأدوية الكيميائية المصنعة والمحضرة فى عبوات أنيقة مغرية، أصبح يمثل خطرًا داهمًا على صحة الإنسان فى عصرنا الحديث.