فـي قصيدة من الشعر الصيني القديم تستيقظ المرأة الحالمة فلا تعلم إن كانت فراشة حلمت أنها امرأة ،أم امرأة حلمت أنها فراشة. وهكذا تتماهى المرأة بالفراشة ، فتغدوان كائناً واحداً ، بحلم مشترك.بين الشعر وقصيدة النثر وشيجة حلمية شبيهة بذلك أيضاً ، حيث لا ندري هل أصبح الشعر نثراً أم النثر هو الذي حلم أنه صار فـي القصيدة شعراً ؟ وهذا كان...
قراءة الكل
فـي قصيدة من الشعر الصيني القديم تستيقظ المرأة الحالمة فلا تعلم إن كانت فراشة حلمت أنها امرأة ،أم امرأة حلمت أنها فراشة. وهكذا تتماهى المرأة بالفراشة ، فتغدوان كائناً واحداً ، بحلم مشترك.بين الشعر وقصيدة النثر وشيجة حلمية شبيهة بذلك أيضاً ، حيث لا ندري هل أصبح الشعر نثراً أم النثر هو الذي حلم أنه صار فـي القصيدة شعراً ؟ وهذا كان دافعي لاختيار عنوان الكتاب (حلم الفراشة) المخصص لقصيدة النثر ، ولما يتصل بتقنياتها خاصة: إيقاعها الداخلي البديل للوزن والموسيقى التقليدية والقافية، ولاشتغالها على (الأثر) الذي تخلقه القصيدة وتتركه فـي تلقي قارئها ، وعلى كتابتها وهيأتها الخطية على الورق بديلاً للنزعة الغنائية القديمة التي أرى أن الإنشاد أبرز مظاهرها التي نسعى لإبعادها عن استقبال النصوص الشعرية كي لا تلخص أو تختزل فـي آنية زمنية أو لحظة انفعاليـة تمثلهـا عمليـة الإلقاء والتلقـي الشفهيين ، وأحسب أن هذه الموضوعات تتصل من قريب بالحكم على قصيدة النثر بالرفض والقبول فـي الذائقة الشعرية العربية.