كثير من الرؤساء الأمريكيين لجؤوا إلى تأليف الكتب بعد انتهاء مدة رئاستهم، والتي طرحوا فيها نظريات لم يلتزموا يوماً بتطبيق أي منها. ومنهم كان الرئيس السابق «جيمي كارتر». تزامن إصدار هذا الكتاب مع تولي إدارة أوباما السلطة الجديدة في الولايات المتحدة. وقد عاب على الحكومات الأمريكية السابقة إهمالها لقضية النزاع في الشرق الأوسط، وعوّل...
قراءة الكل
كثير من الرؤساء الأمريكيين لجؤوا إلى تأليف الكتب بعد انتهاء مدة رئاستهم، والتي طرحوا فيها نظريات لم يلتزموا يوماً بتطبيق أي منها. ومنهم كان الرئيس السابق «جيمي كارتر». تزامن إصدار هذا الكتاب مع تولي إدارة أوباما السلطة الجديدة في الولايات المتحدة. وقد عاب على الحكومات الأمريكية السابقة إهمالها لقضية النزاع في الشرق الأوسط، وعوّل كثيراً على الإدارة الجديدة للقيام بمبادرة حقيقية لإنهاء هذا الصراع. يركز كارتر في كتابه على مجموعة من النقاط الجوهرية التي لا بد من تناولها والارتكاز عليها لحل أزمة السلام في الشرق الأوسط: فهو يرى أن «إسرائيل» دولة احتلال، وأنه من دون وجود دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية لا يوجد أمل في تحقيق السلام في المنطقة. وأن المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية هي إحدى العقبات الرئيسة في عملية السلام، في الوقت الذي يعتبر فيه أن اعتراف الفلسطينيين والعرب بدولة «إسرائيل» وحقها في الوجود الآمن شرط رئيس لتحقيق السلام. ويرفض كارتر العزلة المفروضة على حماس، داعياً إلى ضرورة الحوار معها، ويرى أنها يمكن أن تؤدي دوراً إيجابياً في تحقيق السلام، ويدعو الإدارة الأمريكية الجديدة إلى اعتماد طريق الحوار والدبلوماسية وتأدية دور إيجابي قد يتطلب ممارسة ضغوط على «إسرائيل» للحيلولة دون سيطرة قوى التطرف على مسار السلام. كما يؤكد أهمية تحقيق السلام بين إسرائيل وسورية ولبنان واحترام القانون الدولي. وفي كل ما سبق، يؤكد كارتر أهمية التاريخ في فهم الصراع في المنطقة، وبالتالي حل أزمة هذا الصراع.