يعد الصراع العربي الإسرائيلي نمطًا فريدًا من الصراعات الإقليمية والعالمية. فقد نشأ هذا الصراع مخططًا من قوى دولية تعانقت مع إسرائيل في لحظة تاريخية معينة متسترة وراء دوافع دينية لتحقيق أهداف سياسية بحتة تتمحور حول إعاقة هذه المنطقة العربية من إحداث أي درجة من درجات التنسيق أو التكامل أو الوحدة. ولذلك فقد نشأ هذا الصراع من رحم ال...
قراءة الكل
يعد الصراع العربي الإسرائيلي نمطًا فريدًا من الصراعات الإقليمية والعالمية. فقد نشأ هذا الصراع مخططًا من قوى دولية تعانقت مع إسرائيل في لحظة تاريخية معينة متسترة وراء دوافع دينية لتحقيق أهداف سياسية بحتة تتمحور حول إعاقة هذه المنطقة العربية من إحداث أي درجة من درجات التنسيق أو التكامل أو الوحدة. ولذلك فقد نشأ هذا الصراع من رحم الرغبة في اغتصاب الأرض بقوة استعمارية استيطانية والتنكيل بالشعب الفلسطينى والعربي ومحاولة إلغائه من الوجود، بالإضافة إلى محاولة محو الذاكرة الفلسطينية والعربية وترويضها على قبول الآخر الإسرائيلي بالعنف والقهر.إن إسرائيل خُلقت بوعد بلفور لتكون شوكة في ظهر الفكرة القومية العربية ولتحول دون تحقيق الوحدة العربية لهذا الكيان العملاق إذا ولد في هذا الموقع الإستراتيجي. وستظل هذه الدولة منذ الإعلان الرسمي عنها عام 1948م، في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945م، مشروعًا استعماريّا غربيّا تلقفته الولايات المتحدة بعد بريطانيا ليظل العرب تحت السيطرة الغربية للأبد ودون أن يستطيعوا خلق كيان يحظى بالاحترام تحت شمس هذا العالم.وأتمنى من كل من يقرأ هذا الكتاب ألا يفهم أن حديثى عن إدارة مرحلة السلام هنا يمثل تناقضًا، بل هو استيعاب للواقع الصعب، فى ظل الرؤية الشاملة ومرتكزاتى الفكرية التى لا أخرج عنها بل أكاد ألتزم بها التزامًا صارمًا. فالصراع العربى الصهيونى هو صراع وجود ومصير.